تاريخ ومزارات

قصة نبي الله لوط: نهى قومه عن الفاحشة.. وعلاقته بـ “مدينة الخطيئة” الإيطالية

أميرة جادو

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب”، من هذا المنطلق تستعرض قصة النبي لوط عليه السلام، بصورة مختصرة.

رسالة لوط

ووفقاً لما ذكر في كتاب “البداية والنهاية” عن قصص الأنبياء، لمؤلفه الإمام “الحافظ أبي الفدا إسماعيل ابن كثير القرشي”.. فأن لوط ابن هاران ابن سام ابن نوح ابن ادريس النبي المصري (حسب أغلب الأقوال)، ابن شيث ابن آدم عليه السلام.

عاصر “لوط”، عمه الخليل النبي إبراهيم عليه السلام، ودعا قومه إلى التوحيد وعبادة الله. فنزل إلى مدينة سدوم التي يعتقد العلماء إنها كانت تقع في الأردن، وكان قومها من أفجر الناس وأكفرهم. يقطعون السبل ويأتون المنكر ولا يتنازلون عن فعله. فكان الرجال يجامعون بعضهم من دون النساء (المثلية الجنسية)، بما يغضب الله عز وجل.

ويروي الله تعالى قصة قوم لوط في القرآن الكريم فيقول: “أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون”. ويفسر العلماء أن كلمة الإتيان جاءت في الآية كناية عن الاستمتاع والجماع.

دعى النبي “لوط” عليه السلام قومه إلى الحق وعبادة الله لا شريك له. ونهاهم عن إتيان المحرمات والفواحش والمنكرات، فتمادوا في نكرانهم وطغيانهم، بل وهموا بإخراج النبي لوط من القرية لأنه يأمر بالتقوى. فيقول الله في كتابه العزيز، سورة النمل: “قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أُناس يتطهرون”.

 زوجة لوط الخاسرة

كما قال الله عز وجل في آيات سورة التحريم بالقرآن الكريم: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ”.

لم تتبع زوجة النبي لوط تسمى (والهة)، هداه، ودعوته إلى الإيمان بالله. وكانت تخبر قومه كلما أتى ضيف لزوجها، فيروي الإمام ابن كثير أنه بعدما أمر قوم سدوم. لوطا بالخروج من القرية، جاءته الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل إلى مدينة سدوم للقائه. في هيئة فتيان يتمتعون بمظهر ووجوه حسنة، فالتقوا به عند غروب الشمس.

خاف لوط أن يضيفهم غيره من قوم القرية الفاسقين، فأخذهم إلى منزله. ولم يعلم أحدا إلا أهل بيته، لكن امرأته خرجت وأخبرت قومها بأن لديه زائرين. فهرعوا إليه بينما حاول لوط منعهم من اقتحام منزله.

والجدير بالإشارة أن “سيدنا جبريل” وقتها خرج عليهم فضرب وجوههم بطرف جناحة فطمست أعينهم ثم أمرت الملائكة. لوطا وأهله إلا امرأته أن يسيروا ليلا مهاجرين من القرية.

 هلاك القرية بضربة من جناح جبريل

غادر “سيدنا لوط”من القرية الظالمة مع ابنتيه ليلًا، ولم يتبعهم رجل واحد، فلما طلعت الشمس أنزل الله بالقرية العذاب. فاقتلع سيدنا جبريل بطرف جناحه 7 قرى بالمدينة بكل ما فيها. فحلت مكانها بحيرة نتنة ذات أمواج ماؤها ملح أجاج. ويقول الله في القرآن الكريم: “فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة من عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد”.

اكتشاف آثار (سدوم) مدينة قوم لوط

في 15 أكتوبر عام 2015، أعلن “علماء آثار أمريكيون” اكتشاف بقايا بلدة ترجع إلى”العصر البرونزي” شرق نهر الأردن. يعود تاريخها إلى ما بين 3500 و1540 عام قبل الميلاد. مؤكدين أنها تضم مدينة سدوم التي عاش بها قوم النبي لوط عليه السلام.

وفي هذا الصدد، أكد المشرف على عملية التنقيب، “ستيفن كولينز”. من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو، إن القرية المكتشفة تتطابق مواصفاتها المذكورة في الكتاب المقدس والقرآن الكريم مع الآثار التي عثروا عليها. حيث قالوا إن الحياة في المدينة اختفت تماما بشكل مفاجئ بعدما استمر التنقيب عنها 10 سنوات.

كما لفت “كولينز” إلى أن كل مظاهر الحياة توقفت فجأة في المدينة.. في إشارة إلى ما ورد في القرآن الكريم عن “هلاك القرية الفاسقة”.

آثار بومبي البشرية.. مدينة الخطيئة في إيطاليا

يزعم كثيرون أن مدينة “بومبي الإيطالية”، أو كما يطلق عليها مدينة “الخطيئة”. هي مدينة سدوم التي كان عاش فيها قوم لوط.

وبالقرب من الفترة التي تم خلالها الكشف الأثري في الأردن، اكتشفت إيطاليا مدينة أثرية كاملة تحت سطح الأرض. سميت مدينة الخطيئة، حيث خرجت صور مرعبة لبعض أهل المدينة وهم متحجرون، فيما ظهر بعضهم الآخر في هيئات مخلة. حيث احتوت بعض الغرف على رجال يظهرون في أوضاع تشبه ممارسة الجنس. فيما عثر أيضا على رجلين بنفس الوضع في المدينة البائدة.

استشعر الكثيرون أنها قرية النبي لوط التي أهلكها الله ليلا. بينما كان رجالها يؤتون شهواتهم من دون النساء. خاصة وأن العقاب كان مفاجئا وماتوا على شاكلتهم.

وفي السياق ذاته، قالت “السلطات الإيطالية”، إن المدينة اندثرت بسبب بركان فيزوف الذي ضربها بشكل مفاجئ في أحد عصور ما قبل الميلاد. فيما تتوالى الاكتشافات الأثرية لأفراد بشريين متحجرين بين حين وآخر.

والرأي الأرجح أن “سدوم” تقع في الأردن، لأن النبي إبراهيم عليه السلام ولد وبعث في أهل العراق. ثم طاف بلاد الشام ومصر لنشر الدعوة. وكان الخليل إبراهيم عم النبي لوط الذي عاش بالعراق أيضا.

والجدير بالذكر أن “الإمام ابن كثير”، يقول إن نبي الله لوطا عليه السلام حل محل عمه إبراهيم لما توفي. وذهب لإحدى المدن المجاورة للدعوة. ما يعني أنه قد تكون منطقة قريبة إلى العراق وهي الأردن وأنه لم يذهب لمنطقة بعيدة مثل إيطاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى