الجزيرة هاوس.. قصة بناء أول عمارة سكنية في حي الزمالك 

أسماء صبحي

ظهر في القرن الخامس جزيرتين منفصلتين مكان جزيرة الزمالك، ووقت الحملة الفرنسية ظهرت جزيرة ثالثة. وأصبحت الجزر الثلاثة يطلق عليها “عازار” و”بولاق الكبيرة” و”مصطفي اغا”. ثم اتصلت الجزر الثلاثة ببعضها البعض وكونوا “جزيرة بولاق”.

جزيرة الزمالك 

في سنة 1830م، بنى محمد على باشا قصر كبير بين المزارع في الجهة الشمالية من أرض الجزيرة. وخصصه للنزهة والاسترخاء، وحول القصر بنى عشش وأكواخ خشبية للحاشية والحرس الخاص به. وانتشرت العشش ومن هنا سميت الجزيرة بـ “الزمالك”. لأن الزمالك كلمة أصلها ألباني معناها العشش المصنوعة من الخشب أو البوص.

وفي أقوال أخرى، يرجع سر التسمية إلى زهرة الزمالك التي كانت تنمو بكثرة على الجزيرة.

عمارة الجزيرة هاوس

وتمر الأيام ويأتي الخديو إسماعيل، أحد باعثي نهضة مصر المعمارية فى العصر الحديث ويحول الجزيرة إلى حديقة. وفي قلب جزيرة الزمالك وتحديدًا فى شارع اليمني (الأمير حلمي سابقًا، نجل الخديو إسماعيل من الأميرة “جنانيار هانم” وهو أخ غير شقيق للملك فؤاد الأول). تقع عمارة “الجزيرة هاوس” والملقبة حديثًا بـ”عمارة اليمني” أول عمارة سكنية بمنطقة الجزيرة (الزمالك حاليًا).

وكانت العمارة مقصورة على قصور وفيلات أعلام السياسة والاقتصاد والفن، الذين قرروا السكن إلى جوار صناع القرار. كما كانت شاهدًا على أنماط الإسكان فى مناطق التوسع العمراني التي بدأها “الخديو إسماعيل”. إذ تمتاز بتقسيم سكني يسمى “الجزيرة جاردنز”.

لكن مع زيادة ديون “إسماعيل” بِيع هذا التقسيم السكني للاستثمار العقاري على أمل المساهمة في سداد جزء من هذه الديون. واحتفظ المستثمرون العقاريون بإسمه، فسمي الحي “الجزيرة جاردنز” كإحدى أولى المدن الحدائقية. كذلك حملت شوارع الحي أسماء أمراء الأسرة العلوية.

وفي نوفمبر عام 2021م، تم ترميم زخارف واجهات عمارة “الجزيرة هاوس” بألوان مناسبة للحقبة الزمنية التى أنشئت فيها.