الدور المصري الحاسم: جهود متواصلة لإغاثة غزة وتحديات الإنزال الجوي للمساعدات
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة، والذي يُعد الأشد منذ عام 2014، وطوال الأيام المائة المنصرمة، كانت مصر فاعلة بشكل ملحوظ، مستمرة في بذل جهودها المكثفة على جميع الجبهات، سواء كانت أمنية، سياسية، دبلوماسية، أو حتى على الصعيد الإنساني بتقديم المعونات الطارئة.
جهود متواصلة لإغاثة غزة
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن التزام الدولة بإبقاء معبر رفح مفتوحًا على مدى الساعة. وخلال حديثه في الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة، والتي تزامنت مع احتفالات يوم الشهيد، أشار اليوم السبت إلى أن الدولة لم تفوت فرصة لإيصال المساعدات إلى غزة.
وتحدث عن الادعاءات الخاطئة التي تقول بأن معبر رفح مغلق، مؤكدًا أن المعبر يعمل على مدار الساعة. وأشار إلى أن اللجوء إلى الإنزال الجوي للمساعدات قد يعود لعدة أسباب، منها البُعد الجغرافي لمناطق شمال غزة، والتحديات المتعلقة بإدخال المساعدات عبر المعابر.
وأكد السيسي على الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يواجهها قطاع غزة، قائلاً: “لقد شهد العالم في الأشهر الأخيرة مأساة هائلة بجوارنا في فلسطين، حيث تساقط الآلاف من الشهداء في غزة، ويعاني الناجون من ظروف إنسانية صعبة. نحن نبذل قصارى جهدنا لحمايتهم ومساعدتهم، من خلال وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات إليهم”.
وفي كلمته بمناسبة يوم الشهيد، وجه الرئيس السيسي رسالة إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: “نحييكم اليوم، أنتم الذين تثبتون على أرضكم وتصمدون على ترابها، بكل تقدير واحترام، ونقول لكم إن أحزانكم هي أحزاننا، وألمكم هو ألمنا. مصر لن تتردد في مواصلة العمل لوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات، ومساعدة المتضررين من هذه الكارثة الكبيرة، وستستمر مصر في جهودها، بغض النظر عن التكلفة، من أجل ضمان حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة في دولة مستقلة”.
بخصوص تطورات الأوضاع في غزة، أفاد المكتب الإعلامي لحركة حماس أمس السبت بأن النزاع في غزة تسبب في خسائر تقدر بـ 30 مليار دولار، وأن حوالي 80% من مباني المدينة قد دُمرت.
وأشار المكتب إلى أن الأضرار العامة أثرت على المباني السكنية، والمنشآت الاقتصادية، والبنية التحتية مثل الطرق، والكهرباء، وأنابيب المياه، وأنظمة الصرف الصحي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن حملة عسكرية ضد غزة عقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، التي نفذتها عناصر من حماس وفصائل فلسطينية أخرى ضد مستوطنات إسرائيلية.
وتضمنت الحملة الإسرائيلية قصفًا واسع النطاق للمناطق السكنية المكتظة بالسكان في غزة، وقد واجهت إسرائيل انتقادات من حلفائها مثل الولايات المتحدة بسبب شدة العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين.
تطورات الأوضاع في غزة
ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه يهدف إلى القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى. وتزعم إسرائيل أن مقاتلي حماس يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، ويقيمون منشآت عسكرية ومخازن للأسلحة ومراكز قيادة داخل المناطق السكنية. وتعتبر إسرائيل أن تدمير شبكة الأنفاق التي أنشأتها حماس، والتي تمتد لمئات الكيلومترات، أمر ضروري.
فيما يتعلق بالحرب على غزة، أكد طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، على وحدة مصر – قيادة وحكومة وشعب – في الوقوف مع القضية الفلسطينية، معتبرًا إياها قضية مصرية. وأشار إلى أن الشعور المصري تجاه فلسطين متأصل في الوجدان الوطني لكل الفئات.
وأضاف “البرديسي” أن مصر لطالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية، منذ عام 1948 وعبر جميع المراحل التاريخية، وتحدث عن مشاركة مصر في الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، مؤكدًا أن هذا العمل يأتي من منطلق الحرص والالتزام بالتاريخ العربي.
وأكد “البرديسي” أن الشكوك التي يحاول البعض زرعها للنيل من مصر لن تؤثر، لأن مصر كالطود الشامخ الذي لا يمكن لأحد أن يهزه. وشدد على أن الأدوار المصرية في دعم القضية الفلسطينية لا يمكن إنكارها وأن موقف مصر ثابت ومستمر ولم يتزعزع.