مصر تسخر كل طاقاتها لحل أزمة السودان.. وأبو الغيط يدعو لوقف الدماء في رمضان
منذ بدء الأزمة في السودان، أبدت مصر اهتمامها الكامل بالتخفيف من حدة الأزمة ووقف نزف الدم السوداني.
الأزمة في السودان
الموقف المصري اعتمد على مبادئ أساسية تتمثل في الحرص على سلامة واستقلال السودان وأرضه ودعم حلول سودانية بحتة بمنأى عن أي تأثير خارجي احتراماً لإرادة الشعب الأخ الذي لا يقبل التدخل في شؤونه الداخلية وتوفير كل أنواع المساعدات له، في إطار من المحافظة على الأمن القومي المصري.
وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، نداء لوقف إراقة دماء الشعب السوداني تكريماً لشهر رمضان الكريم.
وقال في ندائه: “نحن على أبواب شهر رمضان الفضيل الذي يأتي بعد أيام معدودة وما زالت الدماء السودانية النفيسة تسيل وجراح الوطن تنزف بسبب الحرب القائمة في أرجاء البلاد لمدة عام تقريباً، معرضة معها آمال ملايين السودانيين وطموحاتهم المشروعة في حياة هادئة ومستقرة في وطن يكفيهم”.
وناشد الأمين العام الإخوة السودانيين أن لا يبخلوا بأي جهد في السعي إلى كل ما يقرب من حلول السلام والحوار والتفضيل للوطن على غيره، والقيام بكل خطوة حازمة تسد البنادق وتشفي الجروح وترجع الأمل في المستقبل.
وأضاف: “لقد أجبرت هذه الحرب الشرسة ملايين السودانيين على مغادرة منازلهم وقراهم، وأصابت العاصمة الوطنية للبلاد، وجعلت أسرا وقرى كاملة ضحية لجرائم تقشعر لها الأبدان، وزرعت الخوف والهلع في نفوس الأبرياء بعد أن خسروا أحبتهم وممتلكاتهم، ونشرت خطابات البغضاء والانتقام والثأر بين أبناء الوطن الواحد”.
وأكد أبو الغيط على أن يتذكر جميع السودانيين أن الصفح والنقاء من صفاتهم المعروفة التي اشتهروا بها بين جيرانهم، وأن الإنجازات القيمة للأجيال السابقة في الدفاع عن أمتهم وقارتهم وإنشاء نهضتها لم تنس من الذاكرة، وأن لهم أن يتبعوا هذه الصفات وهذه الجهود في هذه الأوقات الحاسمة التي تشهدها بلادهم ومؤسساتهم الوطنية.
وتابع: “على أعتاب شهر التسامح الذي يتنافس فيه المسلمون على الخير والصفح والتضحية بالنفس، أدعو الإخوة السودانيين إلى وقف إراقة دمائهم تعظيماً لحرمة الشهر، وحرمة الوطن، وحرمة أنفسهم ودمائهم”.
وأوضح الأمين في نهاية ندائه أن جامعة الدول العربية ستبقى مستعدة لكل مبادرة تهدف إلى استرداد السلام والاستقرار والأمل في السودان ولمصلحة السودانيين.
تغيرات وأحداث قاسية
في هذا الإطار، أشار أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية ، إلى أن المنطقة العربية والشرق الأوسط تمر بمرحلة لم تشهدها منذ عقود وفيها انفلات وانفجار أحداث وتغيرات وأحداث قاسية ومحزنة لنا كمصريين وعرب بما يحدث في فلسطين والسودان.
وقال خبير العلاقات الدولية ، إن مصر لا تنظر إلى الشهداء والضحايا كأرقام وكل مواطن من إحدى الدول العربية في السودان وفلسطين نشعر بحزن كبير لمقتله أو جرحه، ولذلك هناك التزام مصري بتصحيح هذه الأوضاع لإيقاف الاعتداءات والوصول لمسارات سياسية تستند إلى التفاوض السلمي وهذا يتم في السودان وفي غزة وعلى مستوى القضية الفلسطينية.
وأوضح ، إلى أنه فيما يتعلق بالسودان الروابط بين البلدين عريقة وقديمة ومستمرة دائما، مضيفا: “ملايين السودانيين مقيمون في مصر ومحميون من المصريين، ومصر لا مصلحة لها في السودان إلا وقف نزيف الدم السوداني العزيز علينا ومصر تبذل كل ما تقدر عليه لدعم جهود حل النزاع”.