الكنيسة المعلقة في القاهرة: عبق التاريخ والروحانية في قلب القديمة
تقع الكنيسة المعلقة في حي مصر القديمة، في منطقة القاهرة القبطية الأثرية الهامة، فهي على مقربة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون، وكنيسة الشهيد مرقوريوس (أبو سيفين)، وكنائس عديدة أخرى.
الاسم والوصف
سميت بالمعلقة لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني (حصن بابليون)، ذلك الذي كان قد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتعتبر المعلقة هي أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر.
تقع الكنيسة على ارتفاع 13 مترًا من سطح الأرض، وتتكون من طابقين، ويطل الطابق العلوي على حي مصر القديمة، ويضم الهيكل الرئيسي للكنيسة. أما الطابق السفلي. فيضم مجموعة من الممرات والأقبية القديمة، التي يقال إنها كانت تستخدم كملاجئ للعائلة المقدسة خلال هروبها من فلسطين.
التاريخ
يعود تاريخ بناء الكنيسة إلى القرن الثالث الميلادي، ويعتقد بعض المؤرخين أنها بنيت على أنقاض مكان يقال أنه احتمت فيه العائلة المقدسة أثناء الثلاث سنوات التي قضوها في مصر هروبا من هيرودس ملك فلسطين الذي كان قد أمر بقتل الأطفال تخوفا من نبوءة وردته.
جددت الكنيسة عدة مرات خلال العصر الإسلامي، واحتفظت بمكانتها كمركز ديني مهم للمجتمع المسيحي في مصر. وفي القرن الحادي عشر، أصبحت الكنيسة مقرًا للبابا القبطي، وظل كذلك حتى القرن الرابع عشر.
الأهمية التاريخية الكنيسة المعلقة في القاهرة
تعتبر الكنيسة المعلقة من أهم المعالم الأثرية والدينية في مصر، وهي وجهة سياحية شهيرة يزورها الزوار من جميع أنحاء العالم.
وتتميز الكنيسة بتصميمها المعماري الفريد، حيث تم بناؤها على الطراز البازيليكي، وتضم مجموعة من الأيقونات واللوحات الدينية الجميلة. كما أنها تضم العديد من القطع الأثرية التاريخية، بما في ذلك بقايا الأعمدة الرومانية القديمة.
الدلالة الدينية
تلعب الكنيسة المعلقة دورًا مهمًا في الحياة الدينية للمسيحيين في مصر. حيث تقام فيها العديد من الاحتفالات الدينية الهامة، مثل عيد الفصح وعيد الميلاد.
كما أنها تعتبر مكانًا مقدسًا للكثير من المسيحيين، حيث يعتقدون أنها كانت شاهدة على أحداث مهمة في تاريخ المسيحية.
أيقونات وزخرفة
تحتوي الكنيسة المعلقة على مجموعة من الأيقونات واللوحات الدينية الجميلة، يعود أقدمها إلى القرن الثامن، لكن معظمها يعود إلى القرن الثامن عشر.
وتتميز هذه الأيقونات بدقة صنعها وجمال ألوانها، وتعبر عن أهم الأحداث الدينية في المسيحية.
كما تتميز الكنيسة بزخرفتها الداخلية الرائعة، والتي تعكس إبداع الفنانين القبطيين.
زيارة الكنيسة
تفتح الكنيسة أبوابها للزوار من جميع الأديان والأعراق، ويمكن زيارتها يوميًا من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً.
وتعد زيارة الكنيسة المعلقة تجربة فريدة لا تُنسى، حيث يمكن للزوار التعرف على عبق التاريخ والروحانية في قلب القاهرة القديمة.