فضيلة الشيخ يحي أحمد عوض يكتب: المشكلات الأسرية وهدي النبي محمد في علاجها
في هذا المقال تكملة لما بدأناه في المقال السابق من التدابير الوقائية لحماية الأسرة من النزاعات والصراعات، والتي لا تخلو منها أسرة، ولقد تحدثنا في المقال السابق عن السبيل الأول من التدابير الوقائية ألا وهو حسن الاختيار، وفي هذا المقال نكمل السبل الأخرى.
السبيل الثاني: التعامل الأمثل مع ملف الأسرار الزوجية
يعتبر ملف الأسرار الزوجية من الملفات الأسرية التي تتطلب من كل عاقل أن يتعامل معها بحذر شديد؛ ولذا كان من هدي النبوة هذا التوجيه والإرشاد الأوجه والأكمل، كما جاء فى حديث أخرجه الإمام مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري -رضى الله عنه- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضى إلى امرأته، وتفضى إليه، ثم ينشر سرها”.
في هذا الحديث تحذير نبوي شديد وتوجيه بالتعامل الأمثل مع الأسرار الزوجية؛ وذلك لأن كثيراً من النزاعات إنما تحدث بسبب التهاون في إفشاء الأسرار الزوجية التي قد تكون سببًا في هدم كيان الأسرة وتجعلها في مهب الريح؛ وذلك لانعدام الثقة بين الزوجين.
السبيل الثالث: الوعى بطبيعة المرأة
إن إدراك طبيعة الأنثى يخفف كثيراً من حدة الخلافات الأسرية، لذا علمنا النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كيف نتعامل مع طبيعة الأنثى، كما أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء”.
من خلال هذا التوجيه والإرشاد النبوي الشريف، يجب أن يدرك الرجال أن تقويم النساء على الوجه الأكمل ليس بالمستطاع؛ لذا كان الطريق الأمثل أن يرضى الرجل باعوجاج فعلها وقولها، شريطة ألا يكون في إثم، وبهذا الوعى بطبيعة المرأة يتم تلافي الكثير من الخلافات الأسرية.
السبيل الرابع: معرفة الحقوق والواجبات بين شريكي الحياة الزوجية
بمثل هذا البيان الحقوقي الصريح يعرف كل طرف ما له وما عليه، فيكون ذلك الوعي الحقوقي درعًا واقيًا من مخاطر المشكلات والخلاف.