خميس القطيطي يكتب: رسالة لأبناء الأمة: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وجهوا جهودكم لنصرة فلسطين وتجنبوا الاختلاف
خميس القطيطي يكتب: رسالة لأبناء الأمة: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وجهوا جهودكم لنصرة فلسطين وتجنبوا الاختلاف
المؤسف أن غزة تباد والعرب اليوم يسوقون النظريات منهم من يهاجم المقاومة ويتهمها بالخذلان ونسي أن يعرب نفسه أين موقعه من الاعراب، وهناك الأدهى الذي يتهم حماس والقسام بتحمل المسئولية عما يحدث في غزة ويرى الانتظار وعدم الاقدام حتى تمتلك كل القدرات لمواجهة اسرائيل متناسيا أو متجاهلا أن الجزائر قدمت مليون ونصف في ثورتها الاخيرة فقط من أجل التحرير وأن التحرير لا يعمد إلا على دماء الشهداء، وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق، فلو انتظر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يمتلك قدرات قريش بما تحقق النصر في بدر والخندق ولما تحقق الفتح المبين في مكة قال تعالى: “لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (٢٧) [سورة الفتح] كذلك لو انتظر الخليفة أبو بكر الصديق حتى يمتلك القدرات التي لدى المرتدين لم يكن ليقدم على القتال في ظرف حرج ولو انتظر الخليفة عمر الفاروق ليمتلك قدرات الفرس والروم لما أرسل المسلمين الى اليرموك والقادسية وأيام العراق ولو انتظر المحتل حتى حين لما تحققت الانتصارات فمن يمتلك مبادئ النصر ويترجم أوامر الله ويجاهد في سبيله قطعا سيكون واثقا بنصر الله .
نقول أن القسام وفصائل المقاومة الاخرى حققت الانتصار منذ أول وهله يوم السابع من أكتوبر ومازال حتى اليوم يحقق النصر المؤزر ولم تفلح قوى الصهيونية العالمية والعدوان الامريكي الاوروبي من دخول أي محور في قطاع غزة بفضل هؤلاء الابطال المجاهدين الصابرين أعزهم الله بمدد من عنده ونصر مؤزر بعون الله، وبالتالي فإن كل ما يمارسه الصهيوني من هجمة إجرامية وحشية طالت المدنيين الابرياء إنما هي محاولة يائسة لصرف الانظار عن فشله وهزيمته المخزية ومحاولة تحقيق مكاسب سياسية لم يستطع نيلها في الميدان ولكن هيهات فهذه الفئة الصابرة المحتسبة التي لن تهزم منذ بداية معركة طوفان الاقصى وتكمل شهرا كاملا عجز فيه الصهيوني من تحقيق أية نجاحات في موازين القتال والمعارك ولم يتمكن من اسقاط موقع واحد للمقاومة فأي عز وأي نصر هذا الذي توج به هؤلاء المجاهدون الصامدون!! هنيئا لكم فهو هو مدد من عند الله الذي قال في محكم كتابه العزيز: { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } .
اليوم لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وبالتالي ليس هنا وقت الاختلافات والاتهامات ورسولنا الكريم معلمنا الأول يقول: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ” وعليه يجب أن نعزز صمود هذه العصابة من المؤمنين بكل ما يمكن من دعم فإن تهلك هذه العصابة لن تقوم قائمة لمشروع التحرير العظيم الذي بدأت بوارقه تتضح جليا ومن لا يراها فهو لا يرى هذه البشرى العظيمة التي تجلت اليوم في أرض الرباط بيت المقدس وأكنافها وفي رباط غزة الصمود والإباء، ثقوا بالله أيها الاشقاء من أبناء الامة العربية والاسلامية فالله خير” حافظا وهو أرحم الراحمين والله هو المنتصر لعباده المخلصين، وما يحدث اليوم من إجرام لهو والله تأكيدا أن وعد الله يقترب وأن نصر الله آت لا محاله وما يقوم به بني صهيون من حرب إبادة عدوانية فوالله أن مآلاتها ستكون خيمة على المشروع الصهيوني برمته بالزوال وقد اقترب الوعد، وهذه الثلة الصابرة المجاهدة هي من سوف يصلي في مقدمة الصفوف في القدس الشريف بعد تحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهذه الدماء الزكية والارواح الطاهرة إنما هم شهداء وأحياء عند ربهم يرزقون قال عنهم الله سبحانه: “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ” صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم وعلينا أن نتأمل هذه المعركة التي حشدت لها قوى العدوان كل قدراتهم لمواجهة قطاع جغرافي صغير ولم تتمكن من تحقيق أي نجاح حتى الان بعد شهر من العربدة والهمجية والعدوان ضد الاطفال والنساء والعجزة لم يسلم منها كل المحرمات من مشافي ومدارس ومساجد ومآوي ومخيمات نازحين ومفارز اسعاف ودفاع مدني وطواقم إعلام ولم يكتف بذلك الاجرام بل حاصر وقطع الماء والغذاء والدواء والكهرباء حتى حليب الاطفال في حصار خانق على القطاع وذلك ليرمم الصهيوني هزيمته النفسية والعسكرية ويحاول استعادة ثقة مستوطنيه وجنوده في وقت لم يفلح فيه بإعادة أسير واحد وقد تجاوز أسراه عدد 200 وتجاوز قتلاه من جنوده وضباطه 240 وتجاوزت خسائره المادية المليارات وخسائر أخرى كبيرة في المعدات العسكرية ومازال جيشه مرعوبا حيث بث الله في قلوبهم الرعب. وهنا تتجلى آية من آيات الله وسننه قال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وما النصر إلا من عند الله، قال تعالى: “لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا” ﴿٩٥ النساء﴾ وعلى الأمة أن تكون جزءا من هذا النصر المؤزر بكل ما هو متاح وعلينا تجنب هذه الاختلافات في هذا الظرف الدقيق ولينصب اهتمامنا بنصرة الأشقاء في المقاومة العظيمة .
ورسالة أخيرة للمرجفون الذين يحاولون تجيير هذا الانتصار لتحقيق مكاسب سياسية للعدو ضمن نقاط التفاوض ويحاولون انتزاع إدارة القطاع نقول لهم خابت أمانيكم فما لم تنجزوه في ميدان القتال لن تحققوه في ميدان السياسة ودهاليزها الماكرة فالمقاومة الباسلة هي من يفرض شروطه والله ناصرهم وهناك قضايا محرمة عليكم ومنها دخول قطاع غزة فهو قطاع الرباط رباط غزة الذي ذكره رسولنا الكريم قبل 1440عام وسماه “رباط عسقلان” نعم هناك قضايا أخرى إن أردتم التفاوض عليها وعلى أمل اللقاء الأخير معكم لقاء يتحقق فيه الوعد الإلهي وذلك قبل نهاية العقد الثامن بإذن الله. الله أكبر عاشت فلسطين وعاشت المقاومة العظيمة في كتائب القسام وفي كل فصائل المقاومة المجاهدة التي طبقت القاعدة الإلهية في تحقيق النصر “ولينصرن الله من ينصره” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .