قبيلة الشرارات تاريخها ومشايخها
قبيلة الشرارات تاريخها ومشايخها
تنتسب قبيلة الشرارات إلى شرار بن سلمان بن هلال بن مكلب وينتهي نسبها إلى بنو كلب بن وبرة من قضاعة وتنقسم إلى أربعة بطون رئيسية، واغلبهم في منطقة الجوف، في الشمال الغربي من الجزيرة العربية، وتمتد مواردها شمالا من الحديثة والقريات إلى طريف، وشرقا سكاكا الجوف على امتداد حرة الحرة، النفود وتيماء جنوبا إلى الطبيق غربا في الشمال الغربي من الجزيرة العربية، وتمتد مواردها شمالا من الحديثة والقريات إلى طريف، وشرقا سكاكا الجوف على امتداد حرة الحرة، النفود وتيماء جنوبا إلى الطبيق غربا.
قبيلة الشرارات في نصوص بعض الوثائق التاريخية
تنتشر قبيلة الشرارات الكلبية في الأجزاء الشمالية من الجزيرة العربية، وتتركز مواردها على امتداد المنطقة الحدودية للمملكة العربية السعودية مع الأردن، فقد ذكر الرحالة الألماني جورج أوغست ڤالين الذي زار المنطقة الشمالية من الجزيرة العربية سنة 1261هـ/1845م ولا تزال.
وكان لهذه القبيلة سوق كبير ومضافة مشهورة تعرف باسم شيخ مشايخها – في ذلك الوقت – الشيخ كاسب اللحاوي وقد امتدح المؤرخ النجدي محمد البسام قبيلة الشرارات بقوله: «الشرارات: هم زبدة أولي الطنب، والحمات الصاحب بالجنب، يسعد المستعين بهم ويشقى المستهين بهم، آثارهم معروفة، وطرايقهم مألوفة، أقدم من السهام، وأندى من الغمام، وفضلهم لا ينكر، ومنعمهم لا يكفر، سقمانهم ثلاثة الآف وخيلهم خمسمئة». وقال في موضع آخر: «الشرارات ذوو التفريج للكربات، أطول الناس باعاً، وأكرمهم طباعاً، وأوفاهم عهوداً، وأنجزهم وعوداً، وأرفعهم عماداً، وأوراهم زناداً، سادوا باليمانيات، وشادوا بيوت المكرمات، وطُبعوا على المكارم واحتمال المقارع، أولئك خير أقرانهم، وعين زمانهم، عددهم ألف راجل كلهم تغلى المراجل، وألف فارس لم يصادفهم في الحقيقة عظيم فارس وقال عنهم التنوخي الذي التقى بهم خلال زيارته للمنطقة سنة 1332هـ/1913م: (قبيلة مجيدة، امتازوا بالكرم على فقرهم، فالشراري إذا ضافه ضيف ولم يجد ما يُقريه به غير ناقته الوحيدة- التي يعيش عليها هو وأولاده- فإنه يذبحها إكراماً لضيفه ولا يُبالي، وقد عرف الشراري في البادية بأنه سريع النجدة، منيع الحمى، شجاع يُقتل دون أن ينهب الغازون ناقته، كما أنه عرف بحدة لسانه، وسرعة جوابه، وقوة شاعريته البدوية، وبكونه أهدى بطرق جزيرة العرب ومسالكها واشتهرت قبيلة الشرارات «بحدة ذكاء أفرادها، وقوة نباهتهم، وأنهم من ذوي الفطنة النادرة، والنكتة العجيبة بديهياً دون تكلف، وهم الرجال في قولهم وفعلهم»كما اشتهرت بنجابة إبلها، فكانت تمتلك أرفع أنواع الهجن في الجزيرة العربية وأسرعها. ولقد منحت الدولة العثمانية قبيلة الشرارات مرتبات إضافية وامتيازات عديدة في سنة 1322هـ/ 1904م مقابل حماية القوافل المارة بشمالي الجزيرة العربية عن طريق معان حيث كانت هذه القبيلة تسيطر على امتداد الخط الحميدي الحجازي المار بجوار معان، حتى أن الشيخ كاسب اللحاوي بدأ في توزيع الأراضي الواقعة هناك على ثلاثة الآف رجل من قبيلة الشرارات ووجهت الدولة العثمانية أمير حائل أثناء الحرب العالمية الأولى بأن يحث قبيلة الشرارات على الزحف نحو سيناء ومصر من أجل محاربة القوات البريطانية هناك وساند جزء من قبيلة الشرارات الثورة العربية في بدايتها، حتى أن المصادر ذكرت لنا بأنه كان مع لورانس حينما قام بمهاجمة خطوط المواصلات وتدميرها ما لا يقل عن مئتين رجل من قبيلة الشرارات وكانت قبيلة الشرارات ضمن القبائل التي انضمت لنفوذ الدولة السعودية الأولى، حيث بايعت الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود على السمع والطاعة في سنة 1212هـ/ 1797م (18), وهذا ما جعل بعض الرحالة الغربيين ينعتهم بالوهابيين
وتشير إحدى الإحصائيات إلى أن عدد أفراد قبيلة الشرارات الذين كانوا تابعين للدولة السعودية الثانية هو أربعون ألف نسمة ولهذا فلا عجب عندما نرى قبيلة الشرارات تبايع الملك عبد العزيز مبكراً، قبل حتى أن تدخل منطقة القريات ووادي السرحان في حكمه , حيث كان جزء كبير من أفرادها ضمن من التحق بجيش الإخوان المتجه شمالاً لأجل تحرير منطقة القريات ووادي السرحان من قوات شرقي الأردن سنة 1343هـ/ 1924م.(22) وكان لهم جهود ومشاركات مع جيش الملك عبد العزيز في بلاد شرقي الأردن، حيث قامت الحكومة الأردنية بالقبض على أربعة أفراد منهم ممن كانوا في جيش الملك عبد العزيز خلال تلك الغزوة، وأعدمتهم في المدرّج الروماني بعمّان. وكانت قبيلة الشرارات هي القبيلة الوحيدة التي دفعت ثمن مشكلات الحدود النجدية الأردنية في منطقة القريات ووادي السرحان التزامًا منها بتوجيهات الملك عبد العزيز التي تقضي بعدم الرد بالمثل على تلك الغارات والغزوات التي كانت تشنها قبائل شرقي الأردن، والاكتفاء في ذلك بالرفع إلى المعتمد البريطاني في شرقي الأردن؛ ومن هنا أُخذت الكثير من إبلها لهذا السبب.
وكان معظم أبناء هذه القبيلة ضمن طلائع الملك عبد العزيز في شمالي المملكة العربية السعودية، بل كان بعض رجالاتها قادة لبعض الحملات، مما ساعد على استتباب الأمن واستقرار الأمر في المنطقة وهذا ما جعل الملك عبد العزيز يُصر على أن تكون جميع عشائر هذه القبيلة رعايا نجدية تابعة له، وذلك في المباحثات الخاصة بالجلسات التحضيرية لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار التي تم توقيعها بينه وبين حكومة شرقي الأردن في سنة 1352هـ/1933م.(26) وهذه الجهود التي بذلتها قبيلة الشرارات، هي التي جعلت أمير منطقة القريات ومفتش الحدود الشمالية الغربية الأمير عبد العزيز السديري يكتب للملك عبد العزيز برقية يطلبه فيها منح قبيلة الشرارات امتيازات خاصة بهم نظير تلك الجهود، حيث طلب أن يُزاد لكبارهم في الأعطيات بل إنه طلب أن تصرف لكبار مشايخهم رواتب شهرية بدلاً من الأعطيات السنوية كما أصدر الملك عبد العزيز أمره بإعفاء قبيلة الشرارات من دفع أية رسوم على ما يجلبونه من خارج البلاد.