حوارات و تقارير

باحثة في التراث: كوبري دمياط القديم تاريخ وتراث مصري أصيل

أسماء صبحي

يعد كوبري دمياط أقدم كوبري تاريخي للسكة الحديد في مصر. تأسس عام 1890، بتصميم مستوحى من كوبرى بولاق أبوالعلا. وله مكانه خاصة عند الدمايطة ترتبط بالتاريخ والذكريات.

جسر الحضارة

تقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إن “كوبري دمياط المعدني” يتوسط كورنيش النيل، ويعد معلم من معالم دمياط، فهو يقع في قلب مدينة دمياط. أطلق عليه مؤخراً “جسر الحضارة”، ويرجع الفضل في تسميته بذلك للدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط ووزير الإسكان الأسبق. كما قام بنقلة من أمام سوق القنطرة للأسماك ووضعه أمام مكتبة مصر العامة بمنطقة الكورنيش بالأعصر. إضافة إلى تحويله لمزار سياحي بعد تجديده وتطويره وجعله ملتقى للوزراء والمثقفين وضيوف المحافظة لعقد اللقاءات والندوات والمؤتمرات.

تاريخ كوبري دمياط

وأضافت داود، أن حكاية هذا الكوبري، تعود إلى أنه صمم لتعبر عليه القطارات التييصل وزنها إلى 72 طنًا فوق نهر النيل عند إمبابة بمحافظة الجيزة. ليربط بين الوجهين البحري والقبلي بطول 490 مترا، وهو من أوائل الكباري الحديدية في العالم التي صُممت لعبور القطارات. وهو أقدم كوبري سكة حديد في العالم يتم فتحه بحركة دائرية حول محور ارتكاز.

وتابعت الخبيرة في التراث، إنه في عام 1930 تقرر استبداله بكوبري آخر. لكن عثمان باشا محرم، وزير الأشغال في ذلك الوقت، رفض تفكيكه وبيعه خردة. وقرر فكه وتركيبه ونقله إلى نيل دمياط، عبر الصنادل النيلية. وتم نقل الكوبرى إلى دمياط على أربعة أجزاء بطول 170 متراً بتكلفة قدرها 40 ألف جنيه. وأصبح الكوبري منذ ذلك العام حلقة الوصل بين دمياط ومنطقة السنانية المواجهة لها في الجانب الآخر من النيل والمتجه إلى طريق رأس البر.

وأضافت علياء، أنه في عام 2006 بعد إنشاء كوبرى آخر للسيارات. أصدر محافظ دمياط الأسبق محمد فتحي البرادعي القرار 5 لسنة 2007 باعتبار الكوبري أثراً تاريخياً. وقرر استغلاله في مشروع التنسيق الحضاري بكورنيش النيل.

تحويله إلى ملتقى ثقافي

ونجحت شركة المقاولون العرب في عهد رئيس مجلس إدارتها المهندس إبراهيم محلب. في نقله باقتدار بدون تقطيع جسمه المعدني بالتعاون مع أساتذة كليات الهندسة. حيث تم تقسيمه بعد نقله إلى ثلاثة أجزاء، الأول قاعة كبيرة للندوات. مزودة بأحدث الأجهزة من الصوت والضوء وكاميرات ومقاعد متعددة الاستخدام. والثاني معرض للفنون التشكيلية والاجتماعات المفتوحة.

كما تمت إعادة صياغة المنطقة المحيطة به لتصبح متحفاً كبيراً مفتوحاً يضم الصينية الرئيسية التي كان الكوبري يتحرك عليها. وبعض التروس والقطع المهمة بالإضافة إلى التصميمات الهندسية الأصلية لتنفيذ الكوبري. والتي تمت استعارتها من مخازن السكة الحديد في القاهرة.

وفى نفس الوقت أعدت المنطقة المحيطة لتكون مسرحاً كبيراً مكشوفاً يتسع لأكثر من ألفي متفرج للعروض الثقافية والفنية الكبيرة. بالإضافة إلى ورشة عمل ومظلات للفنانين التشكيليين لممارسة أنشطتهم الفنية فى أحضان الطبيعة. وتم ذلك بمنحة قدمت من وزارة التعاون الدولي للأنشطة الثقافية بلغت حوالي 5 ملايين دولار. فتحول الكوبرس من حديد كان على وشك الفناء ببيعه كحديد خردة إلى أكبر وأهم مركز ثقافي في محافظة دمياط وفاز بجائزة المدن العربية للتراث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى