المزيد

اسباب اختلاف النسابون على نسب قبيلة جرهم

اسباب اختلاف النسابون على نسب قبيلة جرهم

تعد قبيلة جرهم من أقدم السكان الأصليين لـشبه الجزيرة العربية، نزلوا بـمكة عند هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام قادمين من الشام، وعندما كبر إسماعيل تزوج منهم.

 

 

اختلف في نسبهم فقيل بأنهم:

 

قبيلة من قبائل العرب الأقدمين أو ما يسمى بالعرب البائدة أبناء عم لقطوراء من نسل إرم بن سام.

جرهم بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.

جرهم وقيل (هذرم) بن عابر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

لغتهم

إختلف العلماء حول لغتهم:

 

قيل أنهم تحدثوا العبرانية، وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون حيث قال:

جرهم وأما جرهم فكانت ديارهم باليمن وكانوا يتكلمون بالعبرانية جرهم

وكذلك يرى أبو عمرو بن العلاء فقال:

 

جرهم كل العرب من ولد إسماعيل إلا حمير وبقايا جرهم جرهم

قيل إنهم تحدثوا العربية وفي صحيح البخاري عن قصة إسماعيل عليه السلام مع جرهم: وَشَبَّ الغُلاَمُ وَتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ.

أمر جرهم والكعبة

بعد وفاة نابت بن اسماعيل؛ صارت ولاية البيت في قبيلة جرهم حتى بغت بمكة واستحلوا حرمتها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها، وظلموا من دخل مكة، ثم لم يتناهوا؛ حتى جُعل الرجل منهم إذا لم يجد مكانا يزني فيه دخل الكعبة فزنى. وكانت مكة حينذاك لا ظلم ولا بغي فيها، ولا يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه، فكانت تسكى (الناسة) وتسمى (بكة)، تبك أعناق البغايا إذا بغوا فيها.

 

فأجمعت قبيلة خزاعة على قتالهم وإخراجهم من مكة، فانتصرت خراعة عليهم؛ وأُجليت من بقى منهم إلى إضم من أرض جهينة ، فقال أمية بن أبي الصلت «فولي البيت بعد جرهم قبيلة خزاعة» وفي ذلك قال شاعرهم:

ونحن وَلينا البيتَ من بعد جُرهم لنمنعَه من كلِّ باغٍ وملحدِ

وقال:

وادٍ حرامٌ طيرُهُ ووحشُه نحن ولِينا فلا نغُشُّه

 

أمر جرهم ودفن زمزم

قال ابن هشام: وكان من حديث جرهم، ودفنها زمزم، وخروجها من مكة، ومن ولي أمر مكة بعدها إلى أن حفر عبد المطلب زمزم، ما حدثنا به زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي قال: لما توفي إسماعيل بن إبراهيم ولي البيت بعده ابنه نابت بن إسماعيل – ما شاء الله أن يليه – ثم ولي البيت بعده مضاض بن عمرو الجرهمي.

 

قال ابن هشام: ويقال مضاض بن عمرو الجرهمي.

 

قال ابن إسحاق: وبنو إسماعيل، وبنو نابت مع جدهم مضاض بن عمرو وأخوالهم من جرهم، وجرهم وقطوراء يومئذ أهل مكة، وهما ابنا عم وكانا ظعنا من اليمن، فأقبلا سيارة وعلى جرهم: مضاض بن عمرو، وعلى قطوراء: السميدع رجل منهم. وكانوا إذا خرجوا من اليمن لم يخرجوا إلا ولهم ملك يقيم أمرهم. فلما نزلا مكة رأيا بلدا ذا ماء وشجر فأعجبهما فنزلا به. فنزل مضاض بن عمرو بمن معه من جرهم بأعلى مكة بقعيقعان فما حاز. ونزل السميدع بقطوراء أسفل مكة بأجياد فما حاز. فكان مضاض يعشر من دخل مكة من أعلاها، وكان السميدع يعشر من دخل مكة من أسفلها، وكل في قومه لا يدخل واحد منهما على صاحبه. ثم إن جرهم وقطوراء بغى بعضهم على بعض وتنافسوا الملك بها، ومع مضاض يومئذ بنو إسماعيل وبنو نابت، وإليه ولاية البيت دون السميدع. فسار بعضهم إلى بعض فخرج مضاض بن عمرو من قعيقعان في كتيبته سائرا إلى السميدع، ومع كتيبته عدتها من الرماح والدرق والسيوف والجعاب يقعقع بذلك معه فيقال ما سمي قعيقعان بقعيقعان إلا لذلك. وخرج السميدع من أجياد، ومعه الخيل والرجال فيقال ما سمي أجياد: أجيادا إلا لخروج الجياد من الخيل مع السميدع منه. فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا، فقتل السميدع، وفضحت قطوراء. فيقال ما سمي فاضح فاضحا إلا لذاك. ثم إن القوم تداعوا إلى الصلح فساروا حتى نزلوا المطابخ: شعبا بأعلى مكة، واصطلحوا به وأسلموا الأمر إلى مضاض. فلما جمع إليه أمر مكة، فصار ملكها له نحر للناس فأطعمهم فأطبخ الناس وأكلوا، فيقال ما سميت المطابخ المطابخ إلا لذلك. وبعض أهل العلم يزعم أنها إنما سميت المطابخ، لما كان تبع نحر بها، وأطعم وكانت منزله فكان الذي كان بين مضاض والسميدع أول بغي كان بمكة فيما يزعمون.

 

ثم نشر الله ولد إسماعيل بمكة وأخوالهم من جرهم ولاة البيت والحكام بمكة لا ينازعهم ولد إسماعيل في ذلك لخؤولتهم وقرابتهم وإعظاما للحرمة أن يكون بها بغي أو قتال. فلما ضاقت مكة على ولد إسماعيل انتشروا في البلاد فلا يناوئون قوما إلا أظهرهم الله عليهم بدينهم فوطئوهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى