تمثال الحرية في نيويورك رمز للديمقراطية.. ما علاقته بالمرأة الصعيدية؟
دعاء رحيل
تمثال الحرية هو واحد من أشهر المعالم السياحية والثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو يقع في جزيرة الحرية في خليج نيويورك، ويستقبل ملايين الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ ومعنى وأبعاد هذا التمثال الفريد، وسنستعرض أفضل الأنشطة التي يمكن القيام بها عند زيارته.
تاريخ تمثال الحرية
تمثال الحرية هو هدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي. بهدف توثيق صداقة البلدين والاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان الاستقلال الأمريكي عام 1776. قام بتصميمه النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي، بينما صمم هيكله الإنشائي المهندس غوستاف إيفل. الذي اشتهر بعد ذلك ببناء برج إيفل في باريس.
قام النحات الفرنسي فريديريك بارتولدي بزيارة إلى الشرق الأوسط، وتحديدًا مصر. في عام 1855، وخلال زيارته تأثر بالحضارة المصرية.
وصمم “بارتولدي” تمثالا على شكل امرأة ترتدي الزي الصعيدي. وتحمل شعلة بيدها وأطلق على التمثال اسم “مصر منارة الشرق” عام 1869.
وقدم النحات الفرنسي فكرته للخديوي إسماعيل على أمل أن تكون منارة لـ قناة السويس، وقوبلت الفكرة بالرفض بسبب الوضع الاقتصادي؛ لكن “بارتولدي” أصر على تنفيذ التصميم ليقدم من فرنسا إلى أمريكا كهدية من الفرنسيين خلال حرب الاستقلال.
وتم افتتاح التمثال رسميًا في الولايات المتحدة بعد إدخال بعض التعديلات على ثوب المرأة وتحول من الثوب الفلاحي المصري إلى الثوب اليوناني عام 1886؛ ليصبح “تمثال الحرية” أحد أهم الرموز الوطنية بأمريكا.
بدأ بارتولدي عمله على التمثال عام 1875، وانتهى منه عام 1884، ثم تم تفكيكه إلى 350 قطعة وشحنه إلى نيويورك على متن سفينة فرنسية. استغرق إعادة تجميع التمثال على قاعدة من الجرانيت والخرسانة عاماً كاملاً، حتى تم افتتاحه رسمياً في 28 أكتوبر 1886، بحضور الرئيس الأمريكي آنذاك جروفر كليفلاند.
معنى التمثال
اسم التمثال الرسمي هو “الحرية تنير العالم” (Liberty Enlightening the World)، وهو يمثل المبادئ التي تقوم عليها الولايات المتحدة كدولة ديمقراطية وليبرالية. يصور التمثال امرأة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقتها عند قدمها، وتحمل في يدها اليمنى مشعلاً يرمز إلى الحرية والإضاءة، وفي يدها اليسرى كتابًا يحمل تاريخ إعلان الاستقلال. على رأسها تاج مكون من سبعة أشعة تمثل القارات السبعة أو البحار السبعة، وتعبر عن التأثير العالمي للحرية الأمريكية.
تمثال الحرية كان أيضاً رمزاً للترحيب بالمهاجرين الذين كانوا يصلون إلى نيويورك بحثاً عن حياة أفضل، وكانوا يشاهدونه أولاً عند دخولهم الميناء. في قاعدة التمثال، يوجد نص من قصيدة تسمى “المهجورة الجديدة” (The New Colossus)، كتبتها الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس عام 1883، وتصف فيها التمثال بأنه “العملاقة المصنوعة من البرونز التي تحمل شعلة الحرية، وتدعو المتعبين والفقراء والمقهورين من جميع الأمم إلى أرض الحرية”.
أبعاده
تمثال الحرية هو أحد أكبر التماثيل في العالم، ويتكون من ألواح نحاسية مثبتة على هيكل حديدي. يبلغ ارتفاعه من القدم إلى أعلى المشعل 46 مترًا، ويرتفع إلى 93 مترًا مع القاعدة. يبلغ طول ذراعه 12.8 مترًا، وطول إصبعه 2.4 مترًا. يزن التمثال 225 طنًا، ويغطيه طبقة خضراء ناتجة عن تأكسد النحاس مع الهواء والماء.