شاركوا في الفتوحات الإسلامية.. تاريخ دخول العمانيون الدين الإسلامي
دعاء رحيل
سلطنة عمان هي دولة عربية تقع في أقصى الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ولها تاريخ طويل ومجيد في الإسلام. دخلت عمان في الإسلام بطريقة سلمية وطوعية. وشاركت في الفتوحات الإسلامية والدفاع عن الدين. واتبعت مذهب الإباضية الذي أعطاها خصوصية وهوية مميزة.
تاريخ عمان القديم
عمان دولة عربية، اتصل تاريخها بتاريخ جنوب شرقي الجزيرة العربية، وشهدت حضارات قديمة ترجع إلى الألف الرابع ق.م.
ورد ذكر عمان في النقوش المسمارية باسم: “مجان”، أو “مغان”. وفي فترة السيطرة الفارسية عرفت باسم “مزون”، أما في المصادر العربية فعمان إقليم سكنته القبائل العُمانية المتحدرة من قدماء العماليق.
بدأت تتضح صورته بداية القرن السابع ق.م، حينما تعرضت لهجرة بعض القبائل القحطانية. ولاسيما بعد انهيار سد مأرب.
غزا الفرس عمان في منتصف القرن السادس ق.م، فقاومهم سكانها بقيادة زعيمهم مالك بن فهم الأزدي، ومنذئذ تداولت البطون المختلفة من الأزد على عمان إلى فترة ما قبل الإسلام.
دخول عمان في الإسلام
دخل الإسلام مبكراً إلى سلطنة عمان واستجاب أهلها بسرعة لهذه الدعوة التي بعث بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى ملكي عمان عبد وجيفر ابني الجلُندى وهما في صحار.
في عام 629 م وصلت رسالة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى ملكي عمان تدعوهما إلى الدين الجديد. فكانت بينهم وفود متبادلة لدراسة هذا الدين وكسب معلومات إضافية حوله.
بعد اقتناع وطواعية قبلا الدخول في الإسلام، وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل عمان وأشاد بهم، فقال: ” لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك “.
تذكر بعض الروايات أن الإسلام دخل إلى عمان في السنة السادسة بإسلام الصحابي مازن بن الغضوبة الذي ذهب إلى المدينة وقابل النبي محمد وأشهر إسلامه، فعاد إلى عمان وتحديدا إلى بلدته « سمائل » يدعو الناس للدين الجديد، ويبدو أن دعوته الجديدة لقيت رواجا لدى أتباعه.
مشاركة عمان في الفتوحات الإسلامية
وفي هذا الصدد قال محمد إلهامي باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، في عهد الخلفاء الراشدين، أسهم العمانيون في الفتوحات الإسلامية، وكانوا إلى جانب علي رضي الله عنه في أثناء حربه مع معاوية رضي الله عنه.
قاتلوا في حروب الردة إلى جانب الخليفة أبي بكر رضي الله عنه، وعين الخليفة أحد العُمانيين قائدا في بعض الحروب.
وأضاف الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، شاركوا في فتح العراق جنبا إلى جنب مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كذلك شاركوا في فتوحات مصر كنانة العرب تحت لواء عمرو بن العاص واليهم السابق.
الإمامة الإباضية في عمان
في ولاية الحجاج بن يوسف على العراق، دخلت عمان مرحلة جديدة بانتشار مذهب الإباضية بين أهلها؛ وهو المذهب الذي ارتبط تاريخه بكفاح عمان في مواجهة الأمويين والعباسيين.
تداولت الإمامة في عمان منذ أيام عبد الله بن إباض 129 هـ/746 م حتى بداية القرن الرابع الهجري أئمة عدة، وقف العمانيون إلى جانبهم في مواجهة الجيوش العباسية وغيرها من القوى التي كانت تغزو بلادهم (أحباش وهنود).
حالوا دون خضوع عمان لأي جهة أجنبية، وشهدت في تلك المرحلة ازدهارًا كبيرًا على كافة المستويات، وأصبح لها جيش قوي وأسطول بحري ضخم، مكنه من فرض سيادتها على المنطقة.
استمرار الإمامة الإباضية في عمان
– بعد موت الجلندي بن مسعود، تولى الإمامة في عمان أحمد بن محمد بن عبد الله الخاروصي. وهو أول من أسس دولة إباضية مستقلة في عمان، وقاوم الخلافة العباسية والأموية.
– توالت على الإمامة في عمان أسر عديدة، منها آل يعرب بن مالك، آل نبهان، آل جنيبة، آل هنائي، آل سلطان، وآخرها آل سعيد التي تحكم عمان حتى الآن.
– شهدت الإمامة في عمان فترات من الازدهار والتطور في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية. وأصبحت عمان قوة بحرية تتحكم في تجارة المحيط الهندي والخليج العربي.
– كان للإباضية دور كبير في نشر العلوم والفنون والأدب في عمان. وأنتجوا كتباً ومؤلفات في مختلف العلوم، كالفقه والحديث والتفسير والتاريخ والجغرافيا والشعر وغيرها.
– اتسمت الإباضية بالاعتدال والسلام والتسامح مع المذاهب الأخرى. ولم يقوموا بفرض رأيهم أو تكفير من خالفهم، بل احترموا حقوق المسلمين وغير المسلمين في عمان.