رمزا للهوية المصرية| مئذنة التربة السلطانية.. شاهدة على تاريخ مصر الإسلامي

دعاء رحيل
مئذنة التربة السلطانية هي واحدة من أقدم المآذن في مصر، فهي تعود إلى العصر المملوكي في القرن الثامن الهجري، وتقع في منطقة السيدة عائشة بالقاهرة. تم إنشاؤها بأمر من السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، وتعتبر من أروع نماذج الفن المعماري الإسلامي، لكن مؤخرا، انتشرت شائعات عن نية الحكومة المصرية هدم هذه المئذنة أو إزالتها، بعد ظهور سقالات وأدوات بناء حولها.
تصميم المئذنة
تتميز مئذنة التربة السلطانية بارتفاعها الشاهق، فهي تصل إلى نحو 70 مترا، وبشكلها المثمن، وبزخارفها الجميلة من الحجارة الملونة والخزف والفسيفساء. كما تحتوي على شبابيك منحوتة وأبواب خشبية مزخرفة. تقع المئذنة في ركن من أركان جامع التربة، وتتكون من ثلاث طوابق: الطابق الأول يحتوي على قاعات للصلاة والدروس، والطابق الثاني يحتوي على غرف للإمام والخطيب، والطابق الثالث يحتوي على شرفات للأذان.
تاريخ المئذنة
تعود مئذنة التربة السلطانية إلى عام 762 هـ / 1360 م، حيث أمر بها السلطان الناصر حسن بن قلاوون. وهو أحد أبرز حكام المماليك في مصر. كان هذا السلطان معروفا بحبه للفن والعمارة. فشيد خلال فترته الحكمية عددا من المباني والمساجد والمدارس والخانات في مختلف أنحاء مصر. كانت مئذنة التربة جزءا من مجمع ديني وثقافي ضخم شمل جامع التربة ومدرسته وضريحه وجامع زوجته شجر الدور. تعد هذه المئذنة من أولى المآذن التي اتخذت شكل المثمن في مصر، وأثَّرت على تصاميم المآذن التي جاءت بعدها.
حالة المئذنة
شهدت مئذنة التربة السلطانية على مر العصور العديد من التغييرات والترميمات. فقد تعرضت للزلازل والحرائق والانهيارات، وقد أضيفت إليها بعض العناصر والتحديثات. كما تعرضت للإهمال والتلف بسبب عوامل الطبيعة والإنسان. في السنوات الأخيرة، أثارت المئذنة جدلا واسعا بين المهتمين بالآثار والمواطنين، بعد تداول أنباء عن نية هدمها أو إزالتها. ولكن وزارة السياحة والآثار المصرية نفت هذه الأنباء. وأكدت أن المئذنة تخضع لدراسة وتقييم لحالتها الأثرية، وأنه لا يوجد أي قرار بشأن مصيرها.

أهمية المئذنة
تعد مئذنة التربة السلطانية من أهم المعالم التاريخية والثقافية في مصر، فهي تشهد على فترة ذهبية من تاريخ مصر الإسلامي. وتعكس روح الفن والإبداع التي كانت تميز هذه الفترة. كما تمثل رمزا للهوية المصرية، وتحظى بحب واحترام الشعب المصري. لذلك، يجب المحافظة على هذه المئذنة، وإبراز قيمتها، وإعادة إحيائها كجزء حي من التراث المصري.
حقيقة هدم المئذنة
وفي هذا السياق قالت نيفين العارف، المستشار الإعلامي لوزارة السياحة والآثار. أن أنباء هدم المئذنة عارية تماما من الصحة ولا أساس لها. وأوضحت أن السقالات والأدوات الموجودة حول المئذنة لغرض دراسة حالتها الأثرية، وأنه لا يوجد أي قرار بشأن مصيرها. كما أكدت أن المئذنة تخضع لقانون حماية الآثار، وأن الدولة تحرص على المحافظة على كافة آثارها بكافة أنواعها وأشكالها.