حوارات و تقارير

“رمزا للحياة والتجديد”.. عادات شم النسيم في سيناء

دعاء رحيل

عيد شم النسيم هو أحد أقدم الأعياد الشعبية التي يحتفل بها المصريون وبعض القبائل العربية منذ آلاف السنين. يصادف هذا العيد بداية فصل الربيع والاعتدال الربيعي، وهو يوم تساوي الليل والنهار في طولهما. يعتبر عيد النسيم رمزا للحياة والتجديد والفرح، ويرتبط ببعض الطقوس والأكلات التقليدية.

معنى شم النسيم 

اسم عيد النسيم يأتي من كلمة “شمو” في اللغة المصرية القديمة، وهي تعني “الحصاد” أو “الصيف”. كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا العيد بالخروج إلى الحدائق والحقول للاستمتاع بجمال الطبيعة وتفتح الزهور. كما كانوا يضعون أكاليل من اللوتس والزهور على صدورهم، ويضحكون ويرقصون على أنغام الموسيقى. كان لهذا العيد أهمية دينية أيضا، فكان يرتبط بتاريخ خلق الأرض وبآلهة مثل رع وأوزوريس.

مظاهر الاحتفال

بعض المظاهر التي تزال تستمر حتى يومنا هذا في احتفال المصريين بعيد النسيم هي تلوين البيض بألوان زاهية، وتناول الأسماك المملحة مثل الفسيخ والرنجة، والبصل المخلل. هذه الأطعمة لها مغزى خاص، معاني رموز شم النسيم هي مجموعة من الدلالات الثقافية والدينية والتاريخية التي ترتبط ببعض العناصر المميزة لهذا العيد. بعض هذه الرموز هي:

  •  البيض: يرمز إلى الحياة والخلق والتجديد، حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن الكون انبثق من بيضة كبيرة. كما يرمز إلى قيامة المسيح لدى المسيحيين، وإلى خروج بني إسرائيل من مصر لدى اليهود.
  •  الفسيخ: يرمز إلى التحدي والصبر والصمود، حيث كان المصريون يملحون الأسماك للحفاظ عليها في ظروف صعبة. كما يرمز إلى التضحية والفداء لدى المسيحيين، وإلى معجزة عبور البحر لدى اليهود.
  •  الخس والبصل: يرمزان إلى الخصوبة والانتعاش والشفاء، حيث كانت تستخدم هذه الخضروات في الطب والتغذية في مصر القديمة. كما ترمزان إلى المعاناة والألم لدى المسيحيين، وإلى حلاوة الحرية لدى اليهود .
  •  الترمس: يرمز إلى القوة والطاقة والحكمة، حيث كان يستخدم هذا النبات في صناعة بعض المشروبات والأدوية في مصر القديمة، كما يرمز إلى قوة الإيمان لدى المسيحيين، وإلى نور الله لدى اليهود، كما يخرج المصريون إلى المتنزهات أو ضفاف النيل للاسترخاء والترويح عن أنفسهم.

عادات شم النسيم في سيناء

عادات شم النسيم في سيناء هي مجموعة من التقاليد والطقوس التي تميز هذه المنطقة الجغرافية عن غيرها من المناطق المصرية. بعض هذه العادات هي:

وفي هذا الصدد ال سليمان أبو الرجا من أهالي سيناء، إن إشعال النيران في ليلة عشية شم النسيم، حيث يقوم بعض البدو بإحراق جذور نبات “شجرة التار” التي تستخدم في صناعة الحبال والسلال، ويرقصون حولها ويغنون أغاني تراثية. يعتقدون أن هذه الطقوس تساعد على طرد الأرواح الشريرة والأمراض وتجلب البركة والخير.

كما أوضح سليمان، تناول الأكلات البدوية المتميزة، مثل “الفتة” و”الفول” و”الجبنة” و”الخبز البلدي” و”الزبادي” و”الحليب”. كما يتناولون أيضا بعض الأسماك المملحة مثل “الفسيخ” و”الرنجة” و”السردين”، ولكن بكميات أقل من باقي المصريين.
زيارة مزارات دينية مهمة في سيناء، مثل جبل موسى ودير سانت كاترين ودير رئيس الشهداء أبو سفيان. يؤدي بعض البدو صلاة خاصة في هذه المزارات ويتبرعون بأموال أو مواد غذائية أو ملابس للرهبان، خروج الأطفال إلى المساحات الخضراء أو الشواطئ للعب والترفيه. يستخدمون بعض الألعاب التقليدية مثل “الطاسة” و”الكرة” و”الحجارة”. كما يتبادلون البيض الملون أو المزخرف بأشكال مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى