لماذا يتم تلوين البيض في شم النسيم؟ .. خبراء يجيبون
دعاء رحيل
شم النسيم هو عيد مصري قديم يحتفل به جميع طوائف الشعب المصري. يعتقد بعض المؤرخين أن هذا العيد يعود إلى الحضارة المصرية القديمة، بينما يشير آخرون إلى أن طقوسه مستمدة من الاحتفالات الشعبية عند المصري القديم. وفقًا لمجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، يعود تاريخ الاحتفال بشم النسيم إلى أكثر من 4000 سنة. كان المصري القديم يقسم الفصول إلى ثلاثة فصول، منها “شمو”، وهو موسم الحصاد، وكان يتم الاحتفال به في شهر مارس. ولكن عند دخول المسيحية، تم تأجيله إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة.
كما أوضح كبير الأثريين بوزارة الآثار في ليلة شم النسيم، يأكل المصريون الأكلات الخمس المقدسة: الخس والفسيخ والملانة والبصل والبيض. جميع هذه الأطعمة تحمل دلالات دينية. على سبيل المثال، كان المصري القديم يعتقد أن الكون عبارة عن بيضة، وكان يكتب أمنياته على البيض ويعلقه في سلال على أغصان الشجر. كما كانوا يعلقون البيض على بيوتهم لمنع دخول الأرواح الشريرة. وكانت المرأة تصنع عقودًا من زهور اللوتس لتهديها لزوجها. ثم يخرج المصريون إلى المتنزهات ويأكلون السمك المملح والملانة (الحمص) والخس، وكان للبصل نوع من التقديس.
يعود عيد شم النسيم لثلاث أسر
وفقًا للمؤرخ بسام الشماع، كان المصري القديم يحتفل بأول يوم من كل موسم. وكان لديه ثلاثة مواسم: آخت وپرت وشِمو، وهي مواسم الفيضان والبرد والحصاد. ويربط البعض بين عيد شم النسيم وموسم الحصاد أو “شمو”، لكن لا يوجد دليل علمي على ذلك. وكان المصريون يحتفلون بالخروج إلى المتنزهات وركوب المراكب في النيل والغناء والعزف على الآلات الموسيقية. وبخصوص المأكولات التي نتناولها حاليًا في شم النسيم، مثل البصل والأسماك والبط، فقد كان يأكلها المصريون في مواسمها. وعن تلوين البيض، قال الشماع إن البيض عند المصري القديم كان له علاقة ببداية الخلق والحياة. وتوجد مناظر لبيض أبيض مرسومة على جدران الآثار المصرية، كما تم اكتشاف بيض نعام أصلي وبيض تماسيح، وكان المصري القديم يرسم رسومات متنوعة على بيض النعام وبيض التماسيح، غالبًا رسومات لها مدلولات دينية. أشار الشماع إلى أن توقيت شم النسيم كعيد يرتبط بشكل أكبر مع الأعياد القبطية التى تلت عصر الأسرات.
وفقًا لعصام ستاتى في كتابه “شم النسيم عادات وأساطير”، كان المصريون يحتفلون بهذا العيد بارتداء أفضل الثياب والتطيب بأفضل العطور والاستيقاظ قبل شروق الشمس للذهاب إلى الحدائق والبحيرات. وكانت صفحة النيل تمتلئ بالزوارق والمراكب المزينة بزهور اللوتس وفروع الأشجار. وكان تناول الأسماك المملحة شائعًا، فضلاً عن ارتباطها بأسباب عقائدية تتعلق بخلق الحياة من محيط مائي أزلي.