توفي على خشبة المسرح.. رحلة الفنان محمد شوقي من الغناء إلى التمثيل والشهرة
أسماء صبحي
الفنان محمد شوقي، هو فنان مبدع ينتزع الضحكات بأدائه المتميز وبراعته في أدوار الساعي والخادم والموظف البسيط. واسمه الحقيقي “محمد إبراهيم إبراهيم”، وشهرته “محمد شوقي” من مواليد حي بولاق أبو العلا، في6 يناير 1915. وهو شقيق ضمن ست أشقاء خمس أولاد وبنت، عشق المسرح منذ أن دخل المدرسة السعيدية الثانوية. حتى أنه كان يهرب من المدرسة إلى شارع عمادالدين، حيث الفن والفنانين.
وعندما توفى والده اضطر الفنان للعمل بوظيفة في وزارة المساحة ليساعد في إعالة أسرته. إلا أنه لم يستطع التوفيق بين الوظيفة صباحاً، والعمل بالفن مساءاً، فقرر ترك الوظيفة.
بداية محمد شوقي الفنية
يقول الناقد الفني طارق الشناوي، إن الفنان محمد شوقي بدأ حياته الفنية بالغناء، ففى أحد الأيام قابل أحد زملائه في المدرسة يسعى وراء الفن مثله اسمه عباس يونس. وطلب منه أن يساعده في اقتحام عالم الفن، فتوجه إلى مسرح منيرة المهدية، وعندما شاهدته سألته: “هل تجيد الغناء؟” فأجابها: “نعم” وغنى لها إحدى أغنيات السيدة “أم كلثوم”. والتحق بمسرح منيرة، وعمل معها لأول مرة رواية “عروس الشرق” عام 1937 من تلحين رياض السنباطي، وتأليف الشيخ يونس القاضي. لكنه مع الوقت لم يرض بكونه مطرباً.
وأضاف الشناوي، أن فرصتة في التمثيل جاءته من خلال “بابا شكري” أشهر مدير مسرح، والذي كان يطلق عليه “أبو المسرح” في ذلك الوقت. حيث ضمه لفرقة علي الكسار، الذي أسند له بعض الأدوار البسيطة التي نجح من خلالها للفت النظر إليه.
وأشار الشناوي، إلى الموقف الذي غيّر خريطة عمل الفنان الراحل، وذلك عندما اختلف الكسار مع علي حسين على أحد أعضاء فرقته. والذي صمم ان يترك العرض، فما كان أمام الكسار سوى اللجوء لـ “محمد شوقي”، وطلب منه أن يقوم بالدور بدلاً من حسين، وبالفعل قام به بنجاح مذهل، ونال تصفيقاً حاداً على المسرح.
وأكد أنه بعدها، رفع الفنان أجره من أربعة جنيهات إلى ستة جنيهات، وظل بفرقة الكسار حتى حلها عام 1946. لينتقل بعدها لفرقة شكوكو، ثم الريحاني الذي أثر كثيراً في وجدانه وأدائه بالرغم من أنه لم يشاركه التمثيل ولو لمرة واحده. إلا أنه كان يسمح له بالجلوس أخر صفوف المسرح أثناء البروفات، لإعجابه بأداء شوقي، وتوقعه بأنه سيكون ممثل جيد ذو أسلوب مميز.
أشهر أعماله
وأوضح أن شوقي كان يهوى الطبخ، وهو ما كان يمارسه يوم أجازته من المسرح. بالإضافة إلى أنه كان خطاطاً موهوباً، وإتقانه لفن الإلقاء، وحبه للغناء وخاصة أغاني أم كلثوم.
واستطرد أنه قدم ما يزيد على 250 فيلما، إلى جانب المسرحيات والمسلسلات منها: أفلام “سكر هانم، زقاق المدق، سواق الأتوبيس، حب في الزنزانة، عصابة حمادة وتوتو، الشموع السوداء، إسماعيل يس في الطيران، إسماعيل يس طرزان، أرض النفاق، أبو البنات”، وكانت آخر أفلامه فيلم تزوير في أوراق رسمية.
وأثناء أدائه في فيلم “هات وخذ” مع حسن يوسف وهياتم، وبينما هو على المسرح سقط مغشيا عليه وأصيب بجلطة في المخ توفي بعدها بأيام في 22 مايو 1987.