كتابنا

د. السعيد عبد الهادى: ماذا يريد الشعب من الرئيس المنتخب؟

د. السعيد عبد الهادى: ماذا يريد الشعب من الرئيس المنتخب؟

بعد أن قال الشعب كلمته في إنتخابات حرة نزيهة، شارك فيها عدد غير مسبوق من الناخبين، حيث بلغت نسبة المشاركة ٦٦.٨٪، وهي الأعلي في كل الانتخابات الرئاسية السابقة.. وبعد إختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيسًا لمدة ٦ سنوات بنسبة ٨٩.٦٪ من الأصوات الصحيحة، يبقي السؤال الذي يدور في رأس كل مصري، هو: ماذا نريد من الرئيس المنتخب؟ أعتقد أن هناك عدة محاور يتمني كل مصري تحقيقها في فترة الرئيس المقبلة (٢٠٢٤-٢٠٣٠)، وهي الاهتمام بالإنسان المصري، وتحقيق حقه المشروع في الحياة الكريمة، والحرية والعدالة الاجتماعية، بإلإضافة الي ملف أمن مصر المائي.

إذا كانت مدة الرئيس السيسي الأولى (٢٠١٤-٢٠١٨) كان عنوانها هو تثبيت دعائم الدولة المصرية ومنعها من الانهيار، وكان عنوان الفترة الثانية (٢٠١٨-٢٠٢٤) هو تحديث وتطوير البنية التحتية، من طرق ومدن جديدة وجامعات جديدة وخدمات تناسب العصر الحديث.. فإن المواطن المصري ينتظر من الرئيس في فترته الجديدة (٢٠٢٤-٢٠٣٠) أن يكون عنوانها الأساسي هو الاهتمام بالإنسان وتحقيق حياة كريمة للمصريين، خاصة الطبقة الفقيرة والمتوسطة. هذه الفئة تحملت بصبر تبعات الإصلاح الاقتصادي، وتأمل في أن تجني ثمرات التضحية التي قدمتها خلال الفترة السابقة. يريد الشعب أن تشهد المرحلة المقبلة تحقيق حياة كريمة لكل المصريين، تشمل النمو الاقتصادي والسياسي، والاهتمام بالتعليم والصحة، بالاضافة إلى ملف الأمن المائي.

أولًا: النمو الاقتصادي، يتطلع المصريون إلى توفير الدخل المادي الذي يضمن لهم ولأبنائهم حياة كريمة. لقد عانت فئات كثيرة من الشعب المصري (خاصة الطبقة الفقيرة والتي تمثل حوالي ثلث الشعب المصري، والطبقة المتوسطة التي تمثل حوالي ٤٠٪، ومعًا يمثلان أكثر من ٧٠٪ من تعداد سكان مصر)، من ضيق العيش وزيادة الأسعار. تَحَمل الشعب بصبر وثقة بأن الرئيس يشعر بمعاناتهم ويقف بجوارهم.  ولذا فمن حق الشعب المصري ان يحلم بنمو اقتصادي يزيد من الدخل القومي ويحارب الغلاء ويحقق بعض الرفاهية للمواطنين.
ثانيًا: الإصلاح السياسي،الشعب المصري يحلم بحزمة من الإصلاحات السياسية، تشمل زيادة الحرية في التعبير، وأن يكون الجميع سواسية أمام القانون. وتأمل كذلك أن تري أحزابًا حقيقية فاعلة في الشارع المصري، وانتخابات حرة ونزيهة (كتلك التي جرت في انتخابات الرئاسة)، ينتج عنها تمثيل حقيقي، ومجالس تشريعية، تمثل الشعب بكل أطيافه، وتريد أن ترى محليات أكثر فاعلية، وأقل بيروقراطية وفسادًا.
ثالثا: إعطاء الأولوية للتعليم.
الشعب يريد تعليمًا عصريًا يبني الشخصية ويؤهل للمنافسة في سوق العمل المحلي والدولي. وقد عاني التعليم المصري خلال العقود الماضية، (خاصةً التعليم قبل الجامعي). لابد أن ندرك أن التعليم هو مفتاح الإصلاح لكل الملفات العالقة، وهو المدخل لكل نمو وتطور في المجتمع. الشعب يريد أن يكون التعليم على رأس الاولويات وأن يشمل التطوير كل عناصر العملية التعليمية (الطلاب والمدرسة، والمعلم، والمناهج الدراسية والتكنولوجيا الحديثة، ومشاركة فاعلة لأولياء الامور في متابعة العملية التعليمية).
رابعًا: الاهتمام بملف الصحة.
كانت هناك تطورات هامة في ملف الصحة في الفترتين السابقتين من حكم الرئيس السيسي، أهمها المبادرات الرئاسية، ١٠٠ مليون صحة وحملة القضاء على فيروس س. ونأمل أن يستمر الاهتمام بالمبادرات الرئاسية، والتوسع فيها. ونأمل أن يتم تعميم التأمين الصحي الشامل، في كل محافظات مصر خلال المرحلة الحالية والتي تمتد لسنة ٢٠٣٠.
خامسًا: ملف العلاقات الخارجية.
يُحسب للرئيس ولوزارة الخارجية المصرية، إدارة ملف العلاقات الخارجية بنجاح واقتدار خلال السنوات العشر الماضية، رغم الظروف الدولية المعقدة، ورغم الحرب على حدودنا الشمالية الشرقية. إلا أن المواطن المصري يريد أن يطمئن على الأمن المائي، ونهر النيل، وأن يرى تقدما واضحًا في مفاوضات سد النهضة.
وأخيرًا، نبارك للرئيس عبد الفتاح السيسي، وللشعب المصري العظيم، إعادة انتخابه بنسبة مشاركة غير مسبوقة، وندعو له بالتوفيق، وننتظر من سيادته الكثير من العمل خلال السنوات الست القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى