مرأه بدوية

كوكب حفني ناصف٠٠ أول جراحة مصرية وأول امرأة تنال عضوية نقابة الأطباء

أسماء صبحي

في وقت كانت فيه الإناث محرومات من أقل حقوقهن، وعلى رأسهم التعليم. التحقت كوكب حفني ناصف بالمدرسة منذ الصبى، إلا أنها فصِلَت من مدرسة السنية في عام 1919. بعد مشاركتها وعدد من زميلاتها في مظاهرات الثورة وقتذاك ضد الاحتلال الإنجليزي. واعتبرته “كوكب” من أسوأ سنوات العمر، إلا أنها لم تستسلم لا هي ولا أسرتها التي دعمت موقفها من المشاركة في المظاهرات. بل أنهم وتحديدًا أخويها جلال الدين ومجد الدين، هم من حرضوا داخلها الوطنية، وبثوا فيها بغض وكراهية الاحتلال.

عمل كوكب حفني ناصف بالطب

ومن جهتها، قالت علياء داود، الخبيرة في التراث، إن “كوكب” أكملت تعليمها المدرسي في مدرسة الحلمية، حتى حصلت على منحة دراسية في لندن لدراسة الطب. وكانت من بين 5 مصريات فقط نلن هذه الفرصة في عام 1922. وأبرزهن “هيلانة سيداروس”، تعلمت “ناصف” الجراحة على يد الدكتور نجيب محفوظ. وكان لديه ثقة كبيرة في قدرتها وتفوقها، ولطالما منحها الفرص، وعهد إليها عمليات جراحية لإثبات تفردها.

وتابعت: “عملت الطبيبة الناشئة في مستشفى كيتشنر الإنجليزية (شبرا العام حاليًا). واستمرت بالعمل فيها على أمل أن ترى هذه المستشفى مصرية. وحتى بعد إعلان بريطانيا دخول الحرب العالمية الثانية، واستقالة عدد من العاملين والعاملات بهت. تمكست بالبقاء ومازالت على عهدها مع حلمها. وبالفعل تحولت فيما بعد إلى مستشفى جامعي مصرية، ثم خضعت لإشراف وزارة الصحة في عام1964″.

إنجازاتها في مجال الطب

وأشارت داود، إلى أنه بعد تفوق أثبتته وتفانٍ في عملها، أصبحت كوكب حفني ناصف، أول مصرية تتقلد منصب “حكيمباشي”. بعد أن كان قاصرًا على الإنجليزيات، ثم أول امرأة تنضم لعضوية نقابة الأطباء. ولم يكن الطب مجرد مهنة، لكنه الحياة بالنسبة لها. فقدمت كل ما بوسعها، لتمكن النساء من العمل فيه، ومن بين أهم إنجازاتها تأسيس أول مدرسة للتمريض في مصر.

وأشارت الخبيرة في التراث، إلى أن “ناصف” استمرت في ممارسة الطب لأكثر من 30 سنةً. ونالت من الدولة تقديرًا لمجهوداتها خلال مسيرتها. إذ منحها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، جائزة الدولة التقديرية في العلوم والفنون.

وفاتها

يذكر أن الملك عبد العزيز اَل سعود طلب من علي إبراهيم باشا أول عميد لطب قصر العيني. ترشيح طبيبة لمعالجة النساء في عائلته، فرشحها الأخير. ورفضت “ناصف” السفر والقيام بهذه المهمة، فكان الرد هو التهديد بالملاحقة والتضييق. مما جعلها ترضخ وتسافر على غير رضاها، وتقضي سنةً كاملةً في السعودية.

وفي عام 1965، تقاعدت “ناصف”، وفضلت البقاء وسط أسرتها حتى توفيت في عام 1999. ومع الرحيل بقي الإنجاز والسيرة، عاشت حتى بعد وفاتها. وتحققت أمنيتها التي تمنتها عندما قالت “أتمنى أن يتذكرنى الناس كطبيبة، الطب هو ما صنعني ومن علمني.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى