فنون و ادب

دور الشعر العربي في النهوض باللغة العربية في قارة إفريقيا

 

كتب / حاتم عبدالهادي

يُعد خُلُوُّ تاريخِ الأدب العربيّ من إسهامات الأدباء الأفارقة ثغرةً كبيرةً، إذْ فَقَدَ بذلك جزءاً غالياً من مكتسباته الثمينة.

والذي يُؤَرِّخُ لهذا الأدب لا يستطيع أن يُقَدِّمَ تأريخاً شاملاً ومتكاملاً له، يغطِّي المساحةَ الجغرافيّة التي غطَّاها في الواقع عبر التاريخ، خصوصاً إذا علمنا أنَّ العرضَ الطبيعيَّ لتأريخ الأدب العربي لا يتوقَّفُ عند ذكر انتشاره في ربوع الجزيرة العربية وما جاورها من منطقة الشام، ومصر، والأندلس، والمغرب العربي..

والمُتَتَبِّع لخريطة انتشار الإسلام يلاحظ انتشاراً مترابطاً للأدب العربي عبر هذه الخريطة، ويلاحظ كذلك أنّ الإسلام حمل معه – إلى جانب علومه ومعارفه الخاصّة به – أدباً عربيّاً صرفاً يتمثَّل في جملةٍ من النصوص الشعريَّة والنثريَّة التي أصبحت من لوازم حذق اللُّغة العربيَّة، ووسائل التوسُّع في فهم القرآن الكريم، وتذوُّق بلاغته السامية.

ولقد تلقّت الأمّة الإسلامية – مع العلوم الشرعيَّة – علومَ اللُّغةِ العربية والأدبِ العربي، على اختلاف بيئاتها وثقافاتها، فنشأ نوعٌ من التكوين العلمي والأدبي لديهم زائدٌ عن الضروريّ من الدين، ممَّا نسمِّيه أدباً إسلاميّاً بحكم كونه نتاجاً للتَّفَقُّه في الدين، وأثراً من آثار «طلب العلم» الذي فرضه الله على المسلمين.

ولا يُعقَل أن يعدم الأدب العربي في إفريقيا السمراء مناخاً طيِّباً ينمو فيه ويتطوّر، خصوصاً أنّ الأفارقة نالوا من التفقُّه في الدين، وحِذْقِ لغة القرآن حظّاً وافراً، وتلَقَّوْا من معارف الوحي قدراً كافياً، فنتج عن هذا وذلك ثقافةٌ إسلاميةٌ في مضمونها، عربيّةٌ في وعائها اللُّغويِّ والأسلوبيِّ، إفريقيّةٌ في ملامحها البيئيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى