حوارات و تقارير

فن يتوارثه الأجيال.. «مرماح الخيول» يعيد الفروسية إلى صعيد مصر

أميرة جادو

“المرماح”  يعيد الصعيد إلى زمن الفرسان، وهو حلقة تنافس بين الفرسان تقام بين الجبال، يستعرض فارس في الحلقة أنواع خيوله في سباقات الخيول المعروفة بـ”الصابية”، وبمجرد نزول الفارس إلى الحلبة تبدأ التحية بالطبلة والمزمار، فالحصان عاشق للفرح والموسيقى، و”الصابية” تكون عبارة عن شكل دائري، وكل فارس يمسك عصا مصنوعة من الزان، ويسير الفرسان في “الصابية” على القواعد، بداية من حركات “المشلاوية”، أي “اللف” و”إعطاء النقطة” النقود تحية للمزمار الذي يحييهم، ونهاية بخط السير المستقيم الذي سيقطعه الفارس بجانب منافسه، ويبلغ طوله مسافة 3 أمتار، ومن يصل أولا يكون الفائز، وتتم تحية حصانه قبل الفارس الذي يترجل عليه، وهذه التقاليد أشبه بمظهر جمالي، أما في سباقات قرية المفالسة فالوضع كان يسير نحو نوع “الطارد والمطرود”.

سباق “الطارد والمطرود”.. ومجلس حكماء من المحنكون القدامى

وفي هذا الإطار، كشف الدكتور محمد سيد نور الباحث في التراث والمصور الفوتوغرافي لــ “صوت القبائل العربية “، أن سباقات “المرماح” في الخيول تكون متاحة للجميع، فالمئات من الفوارس يتسابقون، وقد يكون الأغلب والأعم السباق الذي يطلق عليه شعبيا “الطارد والمطرود” في بعض المحافظات بالصعيد، حيث يمسك فارس بسوط “كرباج” أو بجريدة نخل، ويعتبر معوقا لحركة الفارس، ومن يمسك الجريدة يعوق صاحب السوط حتى الوصول إلى خط النهاية، وقد تكون عبارة عن سباق فقط، حيث يتنوع “المرماح”، مؤكدا أن السباق له مجلس حكماء، وهم المحنكون القدامى في ممارسة اللعبة، الذين قرروا الجلوس على طاولة التحكيم وليس النزول للسباق.

أنواع الخيول في مصر.. والتعامل معهم في الصعيد

وفيما يخص أنواع الخيول، أشار الباحث في التراث إلى أن مصر تضم عدة أنواع، منها المصري، النجدي، الشامي، الدنقلي، الآسيوي، والأوروبي، وكان النوع المصري يختلف حسب الجهات؛ فحصان الوجه القبلي بالصعيد أكثر ضخامة وأكثر طولًا من حصان الوجه البحري، وهو مفضل عمومًا، وقد فقد النوع المصري قيمته منذ دخل محمد على باشا الحروب ضد الدولة العثمانية في الشام، حيث تم استيراد الخيول الشامية والنجدية، مضيفًا أنه في عصرنا الحالي، تكون للخيول تقاليدها وطقوسها الشعبية في الصعيد، وإذا مات الفارس فإن رفاقه يجتمعون بأحصنتهم ويقومون بوسم جباه الخيول بالطين، اعترافا بحزنهم على فارس صديق، وهو الإعلان الذي يعرفه الجميع بأن الراحل كان فارسا عاشقا للخيول.

مولد العارف بالله.. والاحتفال بالفوز

وأوضح “نور”، أن السباق المقام في قرية المفالسة التابعة لمركز ادفو بأسوان بصعيد مصر منذ يومين، احتفاءً بمولد العارف بالله الشيخ أبو العربي، وغالبًا يستمر السباق ليوم واحد من المولد، وفى الليلة الختامية.. مؤكدًا أن الاحتفاء بالفوز يكون كبيرا جدا، حيث يرفع الفائز شهاداته أمام الجميع الذين يحوطونه بفرح وهم يمسكون بلجام حصانه، ويهتفون بصوت جماعي باسم الخيل الذي أطلقه عليه احتفاء بفوزه في سباق “المرماح”، حيث يكتب الفوز في تاريخه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى