قبائل و عائلات

“تيفا” أشهر قبائل جزر تاهيتي.. وهذا تاريخها

أسماء صبحي

تعتبر تاهيتي أكبر جزر بولينيزيا الفرنسية، ويقل إجمالي سكان الجزيرة عن 200،000 نسمة. ورغم كونها أرضًا فرنسية، إلا أن بعض سكان فرنسا يعتقدون أن سكان تاهيتي مختلفون عنهم وحتمًا هم غير فرنسيين في ظنهم. ورغم كل شيء فالكثير من الناس لا يدركون أنّ الحضارة والثقافة والموسيقى والفن والرقص والطعام هي السمة الرئيسة التي تقرب الشعوب من بعضها البعض. وقد تم إعادة بناء الواجهة البحرية مؤخرًا في تاهيتي. وهي تمتلك عددًا من الممرات والحدائق والأسواق الشعبية التي يتجمع فيها الناس عندما يتفرغون لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

تاريخ قبائل جزر تاهيتي

وصل التاهيتيون الأوائل من بولينيزيا الغربية من حوالي عام 1000 بعد الميلاد. بعد هجرة طويلة من جنوب شرق آسيا عبر أرخبيل فيجي وساموا وتونغا. وكانت هذه الهجرة عبر مئات الكيلومترات من المحيطات ممكنة باستخدام قوارب التجديف التي وصل طولها إلى عشرين أو ثلاثين مترًا. حيث تمكنوا من خلالها من نقل الكثير من العائلات والحيوانات الأليفة. وقبل وصول مواطني أوروبا كانت الجزيرة مقسمة إلى أقاليم مختلفة. وهي أقاليم صغيرة للغاية تسيطر عليها عدة قبائل. وكانت هذه القبائل مرتبطة ببعضها البعض بالولاءات المبنية على روابط دماء قادتها وعلى قوتهم في الحرب.

كانت القبيلة الأكثر أهمية في الجزيرة هي قبيلة تيفا التي امتدت أراضيها من شبه الجزيرة في جنوب تاهيتي نوي. وكانت تيفا قبيلة مؤلفة من عشائر تيفا إي أوتا وتيفا آي تاي. وكان يقودها آمو وبوريا، وكانت القبيلة تتألف من رئيس ونبلاء ووكيل رؤساء.

الحرب بين القبائل

اندلعت الحرب بين قبائل أتيهورو وبابارا في عام 1750 مما أجبر ابنة قائد بابارا على الفرار إلى راياتيا. وقد تزوجت بعد ذلك من ابن تاماتوا الأول. وعندما قام محاربي بورابورا بقيادة بوني باجتياح راياتيا في عام 1763 اضطر قادة تابوتابواتيا توبايا إلى الفرار إلى تاهيتي. وبعد ذلك بسنوات كانت تاهيتي مع حدث فارق حين كان الملاح البرتغالي بيدرو فرنانديز الذي كان يخدم تاج إسبانيا في رحلة استكشافية إلى تيرا أوستراليس. وهو أول أوروبي يستكشف جزيرة تاهيتي، حيث شاهد بيدرو جزيرة تاهيتي في 10 فبراير 1606. وأطلق عليها اسم جزيرة ساجيتاريا.

في 26 أكتوبر 1788 هبطت السفينة الملكية باونتي بقيادة النقيب ويليام بليغ في تاهيتي. بغرض نقل أشجار التاهيت إلى البحر الكاريبي. وظل الطاقم في الجزيرة لمدة خمسة أشهر تقريبًا وهو الوقت اللازم لزرع شتلات الأشجار. وبدأ التوافد على الجزيرة بعد ذلك واستمر تكوين مستعمرات مأهولة بالسكان بها. مما سمح بممارسة الكثير من الأنشطة في الجزيرة.

جغرافيا الجزر

تاهيتي هي أكبر جزيرة في وسط المحيط الهادي الجنوبي، وأقرب جار لها هي جزيرة موريا على بعد 12 ميلًا. أي حوالي 20 كيلو متر إلى الشمال الغربي، وتتكون جزيرة تاهيتي من اثنين من الأقماع البركانية القديمة المتآكلة. واسمهما تاهيتي نوي وتاهيتي إيتي، وهما يوجدان بالقرب من مضيق تارافاوا. وتمثل الجزيرة التي تبلغ مساحتها 403 ميلًا مربعًا. أي حوالي 1043 كيلو متر مربع أي ما يقرب من ثلث إجمالي مساحة أرض بولينيزيا الفرنسية. ويبلغ أقصى اتساع لها بمنطقة الساحل الشمالي الغربي.

جزر تاهيتي هي العاصمة والمركز الإداري لبولينيزيا الفرنسية، وهي تتميز بجودة الكثير من أراضيها. حيث تحتوي على سهل ساحلي خصب بالإضافة إلى كثير من أراضي الطمي الصالحة لأغراض متعددة. وتجدر الإشارة إلى أن تضاريس الجزيرة خشنة وجبلية وتحتوي على مرتفعات مختلفة. مثل جبل أوروهينا الذي يصل ارتفاعه إلى 7339 قدمًا أي حوالي 2237 مترًا. وبالإضافة إلى ذلك ينحدر على تلك الجزر أكثر من نهر وأكبرها هو نهر بابينو في الشمال. وتحتوي الجزيرة على الكثير من الشعاب المرجانية والبحيرات بالإضافة إلى الكثير من النباتات الرائعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى