خوند أصلباي في الفيوم.. قنطرة لها تاريخ من عصر قايتباي

أسماء صبحي
قنطرة خوند أصلباي بالفيوم، شيدت هذه القنطرة بأمر من خوند أصلباي (زوجة السلطان المملوكي قايتباي). خلال القرن التاسع الهجري والخامس عشر الميلادي على بحر يوسف. ضكما أمرت ببناء الجامع المجاور لهذه القنطرة في نفس التاريخ. وإن كان هذا المسجد يسمى في وقتنا الحاضر خطأ باسم (مسجد قايتباي) أو (مسجد زوجة السلطان قايتباي). وكان هذا الجامع يقع مباشرة على بحر يوسف لكي يسهل على المصلين النزول إليه للوضوء.
واللافت للانتباه أن خوند أصلباي لم تقدم على بناء هذه القنطرة والمسجد إلا بإشارة من الشيخ الصالح الورع عبد القادر الدشطوطي في زمن سلطنة ابنها الناصر محمد بن قايتباي سنة 901-904هـ / 1495 – 1498. وقد انهارت هذه القنطرة سنة 1892م مع جزء من المسجد المقام عليها نتيجة فيضان شديد.
وفي عام 1894م، قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإعادة إنشاء واجهة المسجد البحرية وترميمه. كما قامت نفس اللجنة بإعادة إنشاء القنطرة نفسها، ثم استمرت أعمال الترميم عام 1898م.
وصف قنطرة خوند أصلباي
وتشير الدكتورة عائشة التهامي، إلى وصف هذه القنطرة بقولها: ” فهي تقع على البحر اليوسفي بمدينة الفيوم عند الجهة الشمالية، وتقع بعدها مقابر المسلمين”.
وقد سميت هذه القنطرة أيضاً بقنطرة باب الوداع، إما لأنها المنفذ الشمالي حيث يودع المسافرون المدينة. وإما لمرور المسلمين عليها لدفن موتاهم بالمقابر الواقعة بعدها. ومن رسوم مكتب تفتيش ري الفيوم يتضح أن هذه القنطرة كانت ذات عينين. عرض العين الأولى 3.85 م، والثانية 3.59م، ويبلغ طول الواجهة الأمامية 20.23م، وكذلك الخلفية. كما يبلغ ارتفاع القنطرة عن قاع بحر يوسف 28.57م.
وتستطرد الدكتورة التهامي في وصف عقد القنطرة بأنها على هيئة محدبة، كما هو الحال في عقد قنطرة الظاهر بيبرس.
ترميم القنطرة
وتقع بين العقدين في الواجهة الأمامية دعامات محدبة مخروطية الشكل لتدعيم بناء القنطرة وتقويتها. ويبلغ ارتفاعها 26.11م، وعرضها 3.5م، ويبلغ طول مسطح القنطرة 36.3م من بداية عقد الواجهة الأمامية حتى عقد الواجهة الخلفية. وتحمل عقود سطح هذه القنطرة أربعة صفوف من الأربطة، يبلغ عددها تسعة أربطة لكل صف.
وفي عام 1934م، أعيد تقوية وترميم هذه القنطرة بالخرسانة المسلحة حيث كانت هناك بعض المباني المنشأة فوق القنطرة. وللعلم فإن الواجهة الخلفية للقنطرة لا تحمل أي آثار من القنطرة المملوكية القديمة الأصلية.