حوارات و تقارير

روسيا تتهم كييف بقصف خيرسون وبولندا تطلب دعما أوروبيا لمساعدتها في استيعاب اللاجئين الأوكرانيين

دعاء رحيل

اتهمت هيئة الأركان الأوكرانية روسيا بالاستعداد لإجراء استفتاء في مقاطعة خيرسون وبأنها تمنع سكان المدينة من مغادرتها، في حين طلبت بولندا تمويلا إضافيا من الاتحاد الأوروبي لمساعدتها في استيعاب ملايين اللاجئين الأوكرانيين.
 
وفجر أمس الخميس، ذكرت وكالة أنباء نوفوستي الروسية أن القوات الأوكرانية استهدفت وسط مدينة خيرسون بـ3 صواريخ من طراز توشكا أسقطت الدفاعات الجوية الروسية اثنين منها.
 
كما أكدت نوفوستي أن القوات الأوكرانية استخدمت قذائف من راجمات صواريخ، وأن القصف الأوكراني استهدف مركز الإذاعة والتلفزيون وسط خيرسون.
 
وشهدت مدينة خيرسون أول أمس الأربعاء احتجاجات ضد الوجود الروسي في المدينة. وبثت مواقع أوكرانية صورا قالت إنها تظهر قيام القوات الروسية بإطلاق الغاز المسيل للدموع بهدف تفريق متظاهرين من سكان خيرسون ضد الوجود الروسي في المدينة.
 
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الثلاثاء الماضي أن قواتها بسطت سيطرتها الكاملة على مقاطعة خيرسون (جنوب) ذات الأهمية الإستراتيجية لروسيا، إذ إنها تشكل جزءا من الامتداد البري بين شبه جزيرة القرم -التي ضمّتها روسيا عام 2014- والمناطق الانفصالية المدعومة من موسكو في شرق أوكرانيا.
 
وفي سياق متصل، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس تدمير طائرة روسية وصاروخ مجنح و6 طائرات دون طيار خلال الـ 24 ساعة الماضية.
 
وبدوره قال مستشار الرئيس الأوكراني أولكسي أريستوفيش إن القوات الأوكرانية صدت 9 هجمات للقوات الروسية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
 
وأقرت هيئة الأركان الأوكرانية بسيطرة القوات الروسية على بلدات جديدة في خاركيف ولوغانسك وبأنها تتقدم في اتجاه بلدة بارفينكوفا في جبهة إيزيوم.
 
وأضافت قيادة الأركان الأوكرانية أن الهجوم الروسي من إيزيوم في مقاطعة خاركيف باتجاه ديميتريفكا في مقاطعة دونيتسك قد فشل.
 
كما ذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية تعيد ترتيب صفوفها وتزيد من قدرتها النارية على مناطق ميكولايف وزاباروجيا وكريفي ريه.
 
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودعات تستخدم لتخزين أسلحة غربية حصلت عليها أوكرانيا.
 
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن سلاح الطيران دمر 95 موقعا عسكريا أوكرانيًّا خلال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء.
 
وفي هذا الشأن، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن بلادها ستضاعف تعاونها العسكري مع أوكرانيا، وإنه يجب تعلّم الدروس من الحرب التي تشنها روسيا عليها.
 
وشددت تروس، في كلمة لها، على ضروة تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا بتزويدها بالأسلحة الثقيلة والدروع والطائرات. وقالت إنه ما من بديل عن القوة العسكرية الصلبة مدعومة بالقدرات الاستخبارية.
 
بدورها، نقلت “إن بي سي نيوز” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض يستعد لطلب موافقة الكونغرس على تمويل مساعدات جديدة لأوكرانيا، كما أفاد موقع بلومبيرغ، نقلا عن مصدر مطلع، بأن الولايات المتحدة تشارك المزيد من المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا لمساعدتها في الحرب.
 
وأشار المصدر إلى أن واشنطن رفعت بعض القيود عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا بما يتعلق بالمعارك ضد القوات الروسية شرقي البلاد، مضيفا أن مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز أخبرت الكونغرس بشأن هذه الخطوة خلال أبريل الجاري.
 
وجاء هذا القرار بحسب “بلومبيرغ”، بعد أن بعث كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب مارك تورنر، خطابا سريا يحث فيه إدارة بايدن على إزالة القيود عن مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
 
من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن البيئة الأمنية في أوروبا تغيرت بغض النظر عن النتيجة التي قد تؤول إليها الحرب في أوكرانيا.
 
وأضاف كيربي أن ثمة ضرورة للنظر في الصناعات العسكرية لدى الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا، استجابة للبيئة الأمنية الجديدة.
 
ووصف المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي تلويح الرئيس الروسي باللجوء إلى السلاح النووي بأنه سلوك غير مسؤول، ودون مستوى الخطاب الذي ينبغي أن تتحلى به دولة نووية، مشددا على أن البنتاغون يراقب يوميا التهديدات النووية.
 

تحذيرات بوتين

في المقابل، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي تدخل خارجي في ما يجري بأوكرانيا سيُواجه برد “سريع وصاعق”، وقد قطعت بلاده إمدادات الغاز الطبيعي إلى بلغاريا وبولندا في خضم الحرب الاقتصادية.
 
وقال بوتين، في كلمة أمام البرلمان الروسي الأربعاء، “أريد التأكيد أن كل أهداف العملية العسكرية الخاصة التي بدأنا تنفيذها في دونباس وأوكرانيا بتاريخ 24 فبراير ستُحقق من دون شك”.
 
وتابع قائلا “أود التنبيه مرة أخرى وتذكير كل من ينوي التدخل من الخارج في الأحداث الجارية وتشكيل خطر وتهديد إستراتيجي على روسيا بأن ردّنا على أي ضربات ضدنا سيكون سريعا وصاعقا”.
 
وأشار بوتين إلى قدرات روسيا العسكرية قائلا “لدينا كل الأدوات الضرورية لذلك التي لا يمتلكها غيرنا. ولا نريد التفاخر، وسنستخدم تلك الوسائل إن لزم الأمر، وأريد أن يعلم الجميع أن القرارات بهذا الشأن قد اتخذت بالفعل”.
 
وقد قطعت شركة الطاقة الروسية العملاقة “غازبروم” الأربعاء إمدادات الغاز الطبيعي إلى بلغاريا وبولندا بسبب عدم سداد البلدين للمدفوعات بالروبل الروسي كما طلبت موسكو، ردا على العقوبات المشددة التي فرضها الغرب بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
 
كما حذرت غازبروم -التي تملكها روسيا وتزوّد أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز- من أن عبور الغاز عبر بولندا وبلغاريا إلى دول أخرى سيتوقف إذا تم الاستيلاء عليه بصورة غير قانونية.
 
وخطوط الأنابيب التي تمر في بولندا وبلغاريا تغذي أيضا ألمانيا والمجر وصربيا.
 

الرد الأوروبي

في أول نتيجة لقرار روسيا قطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا، ذكر موقع بلومبيرغ أن 4 مشترين أوروبيين للغاز الروسي دفعوا بالروبل مقابل الإمدادات، كما طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
ونقل موقع بلومبيرغ عن مصدر وصفه بالقريب من شركة الغاز الروسية “غازبروم” أن 10 شركات أوروبية فتحت حسابات بالروبل لتلبية مطالب روسيا بالدفع بالروبل مقابل الغاز.
 
كما أعلنت النمسا والمجر قبولهما بسداد ثمن الغاز الروسي بناء على الآلية التي طرحتها موسكو. وأكّد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن إمدادات الغاز الروسي إلى المجر عبر بلغاريا تتم بشكل طبيعي.
 
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فأكدت أن الاتحاد الأوروبي يخطط للرد المنسق على قرار روسيا قطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا، لافتة إلى أن البلدين يستقبلان الغاز من جيرانهما في الاتحاد الأوروبي وذلك ردا على الخطوة الروسية.
 
وأدانت بلغاريا قرار روسيا قطع إمدادات الغاز عنها، واعتبرت ذلك ابتزازا.
 
وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف إن هذا القرار انتهاك صارخ للعقد وابتزاز لن تستسلم له بلغاريا. بينما أكد وزير الطاقة البلغاري ألكسندر نيكولوف أن الغاز الروسي يستخدم كأداة سياسية في سياق الحرب في أوكرانيا، وفق تعبيره.
 
من جهته، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاتهامات الأوروبية لروسيا بممارسة الابتزاز. وقال إن قرار السداد بالروبل ليس ابتزازا وإن روسيا كانت ولا تزال موردًا موثوقًا لموارد الطاقة لمستهلكيها وملتزمة بالتزاماتها التعاقدية.
 
كما أوضح أن هذه الحاجة تمليها حقيقة أن الغرب سرق قدرًا كبيرًا من احتياطيات روسيا وكل هذا يتطلب الانتقال إلى نظام دفع جديد، وفق تعبيره.
 
 

بولندا تطلب الدعم

وعلى صعيد آخر، طلبت بولندا تمويلا إضافيا من الاتحاد الأوروبي للمساعدة في تكاليف جهودها لاستيعاب ملايين اللاجئين الذين تدفقوا على البلاد من أوكرانيا المجاورة.
 
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي في تصريحات نشرتها صحيفة بيلد الألمانية اليوم الخميس إن بولندا تعالج جنودا جرحى من أوكرانيا وتفتح أبوابها وقلوبها أمام 2.5 مليون لاجئ.
 
وأضاف أن بولندا تحتاج إلى المال للمساعدة في تمويل هذا الجهد، لكن الاتحاد الأوروبي “لم يدفع سنتا واحدا” حتى الآن لرعاية اللاجئين.
 
وأوضح مورافيتسكي أن بولندا تسعى للحصول على معاملة عادلة. قائلا إن تركيا تلقت دعما بالمليارات خلال موجة اللاجئين الأخيرة، والآن بولندا تستحق مساعدة الاتحاد الأوروبي.
 
وفيما يتعلق بمسألة اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، أشار رئيس الوزراء البولندي إلى أن وارسو حذرت برلين مرارا من خطوط أنابيب الغاز من روسيا، لكن هذه التوسلات لم تلق آذانا مصغية، على حد قوله.
 
وأكد مورافيتسكي أن البولنديين لم يكن لديهم أي أوهام حول سياسات الكرملين وتداعياتها.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى