تاريخ ومزارات
تعرف على وضع المرأة ودورها في مصر القديمة
أسماء صبحي
احتلت المرأة مركزًا هامًا في المجتمع المصري القديم، وظهرت سيدات عظيمات قمن بأدوار كبيرة في التاريخ، وحظيت نساء مصر القديمة بالمساواة الكاملة تقريبًا مع الرجال وتمتعن باحترام كبير حيث الوضع الاجتماعي يحدده مستوى الشخص في السلم الاجتماعي وليس نوع الجنس.
وتمتعت النساء في مصر القديمة بقدر أكبر من الحرية والحقوق والامتيازات مقارنة بما عرفته نساء الإغريق، وحظي عدد وافر من الربات بالتقديس عبر تاريخ مصر، وكان إظهار عدم الاحترام لامرأة وفقا لقانون (ماعت) يعني معارضة أسس المعتقدات المصرية والوجود المطلق.
وقد مارست المرأه دورها الطبيعي كزوجه وأم وبذلت كل الجهد لتهيئ المناخ المناسب لأسرتها، ثم جعلتها الاسره تتدخل في نسيج مجتمع قوي متماسك وصل إلي درجه من النضج أهلته لإنجاز هذه الحضاره الرائعه.
المرأة في الأسرة
ولقد عبرت المناظر والتماثيل التي تجمع بين أفراد الأسرة الواحدة ملكية كانت أم غير ملكية عن الود والسعادة والترابط الأسري الذي يجمع بين افراد العائلة في مصر القديمة، ولعل من أبرز المناظر الدالة على ذلك تلك التي يظهر فيها الملك أمنحتب الرابع ( أخناتون ) ( أواخر عصر الأسرة الثامنة عشرة ) بصحبة زوجته ” نفرتيتي ” وبناتهما، ونرى في أحد المناظر الملك والملكة جالسين متقابلين تحت أشعة ” آتون ” وهما يدللان بناتهما، ويعد هذا المنظر من أجمل المناظر العائلية التي وصلتنا من عهد ” أخناتون”.
وهناك تماثيل في المتحف المصري تمثل الزوج والزوجه في أوضاع تدل علي المحبه والإخلاص، ومن ذلك تمثال للقزم سنب وأسرته مصنوع من الحجر الجيري الملون من الجيزة.
وريثة للعرش
هذا وقد أجاز المصريون للمرأة أن تصبح وريثة للعرش، إلا أن الرجل الذي تختاره زوجاً لها هو الذي يصبح حاكمًا، وتتمثل مهمتها في الحفاظ على الدم الملكي واستمراره، وتمتعت النساء بالعديد من الحقوق القانونية، مثل المشاركة في التعاملات التجارية، وامتلاك الأراضي والعقارات الخاصة وإدارتها وبيعها.
وكان للنساء حق ترتيب عمليات التبني وتحرير العبيد وصياغة التسويات القانونية وإبرام التعاقدات، وكن يشهدن في المحاكم ويقمن الدعاوي ضد أطراف آخرين، ويمثلن أنفسهن في المنازعات القانونية من دون حضور قريب أو ممثل لها من الرجال.
مكانة الأم
هذا وقد كان للمرأة مكانة خاصة كأم، فقد كان القوم يدعون الى حب الأم والعطف عليها والبر بها والإحسان إليها، ويذكرون أولادهم بفضل الأم عليهم وبأهمية رضاهم عنها، وفيمـا يلـي مقتطفات عن فضل الأم والحث على راعياتها في أدب المصري القديم:
“الأم هبـه الإلـه ضـاعف لـهـا العطـاء فقـد أعطتـك كـل حنانهـا، ضاعف لهـا الغـذاء فقـد غـذتك مـن عصـارة جسدها، أحملها في شيخوختها فقـد حـملـتـك فـي طفولتـك، أذكرها دائماً في صلاتك وفي دعائـك لـلإلـه الأعظـم، فكلمـا تـذكرتها تذكرتك، وبذلك ترضـى الإلـه فرضاؤه يأتي من رضائها عنك”.