أبرزها “الشاي بالمرمرية” و”جلسات النار”.. عادات بدو سيناء في ليالي الشتاء
أميرة جادو
بالرغم من التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، وما أحدثه من خلل في الترابط الأسرى، يتمسك البدو بعاداتهم وتقاليدهم، فهي من الثوابت عند مشايخ وعواقل القبائل، والتي تهدف في الأساس إلى التواصل وليس العزلة، ومن أهم هذه العادات جلسات النار في ليالي الشتاء، لتناول الشاي بالمرمرية والحبق.
ومن جهته، أوضح محمد الجبالي، أحد أبناء القبائل البدوية بجنوب سيناء، إن جلسات النار وشرب الشاي بالمرمرية خلال ليالي الشتاء، من أهم عادات قبائل بدو جنوب سيناء: “لقد اعتاد أجدادنا منذ القدم الاستعداد لموسم الشتاء بالذهاب إلى الصحراء بالجمال لجمع الحطب (بقايا النباتات الجافة)، لاستخدامها في الموقد الخاص بجلسات النار لتناول الشاي، وكانوا يحرصون على جمع كميات كبيرة تكفي موسم الشتاء، لكن مع التطور التكنولوجي أصبحنا نذهب بالسيارات لجمع الحطب، والبعض الأخر يستعين بالفحم بدلًا من الحطب، ولكن تظل جلسات النار ثابتة، ومن أهم العادات التي مازلنا نحرص عليها حتى الآن”.
وأشار “الجبالي”، إلى أن ليالي الشتاء تبدأ بعد صلاة العصر بإعداد الحطب، وإضاءة الموقد خارج المنزل حتى يصير جمرًا، ثم ينقل إلى داخل المجلس، وتكون الأدوات الخاصة بالشاي جاهزة، ويبدأ جميع أفراد العائلة “القبيلة” يتوافدون على المجلس بداية من بعد صلاة المغرب لتناول الشاي بالمرمرية والحبق، والاستماع إلى القصص والحكايات التي يرويها كبار القبيلة.
وأضاف “الجبالي”، أن كل فرد من أفراد القبيلة عليه ليلة كل خميس إعداد وجبة العشاء بالتبادل فيما بينهم، لكي يجتمع جميع أفراد القبيلة حتى الأطفال، لتناول الطعام، ثم تبدأ جلسات النار للتشاور في الأمور الخاصة بالقبيلة، مؤكدًا أن هذه العادات تساعد على التواصل بين أفراد العائلة خاصة في ظل التباعد الذي فرضته الحياة عليهم، وذلك من خلال التكنولوجيا الحديثة، أو ما يطلق عليها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعد أحد أهم أسباب التباعد الاجتماعي.
واختتم “الجبالي”، قائلًا: “أصبحنا نرى أفراد الأسرة الواحدة يعيشون في منزل واحد ولا يوجد بينهم أي نوع من أنواع التواصل، لانشغال كل فرد بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي”.