حوارات و تقارير

مصر تدعو لاجتماع عربي طارئ لبحث التطورات في أوكرانيا.. وخبراء: “خطوة سياسية هامة تحمي المصالح العربية”

أميرة جادو

دعت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأحد، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، على خلفية الحرب في أوكرانيا، قائلة: “دعت جمهورية مصر العربية لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين”، موضحة أن الهدف من الاجتماع الطارئ هو “التباحث حول التطورات الجارية في أوكرانيا”.

ومن جانبه، أعلن السفير حسام زكي؛ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ، موضحًا أن المشاورات جارية بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومصر صاحبة الدعوة، ودولة الكويت الرئيس الحالي لدورة مجلس الجامعة، وباقي الدول الأعضاء للتشاور بشأن الموعد المقترح لعقد هذا الاجتماع الطارئ.

“خطوة سياسية هامة”

وتعتبر هذا الخطوة من الخطوات “الهامة جدًا” في الشأن السياسي كما وصفها خبيران، وذلك من أجل الخروج برؤية عربية مشتركة وموقف موحد إزاء الأزمة الأوكرانية بالشكل الذي يحمي المصالح العربية، واحتفاظ أيضا الدول العربية بعلاقات طيبة مع أطراف الصراع المختلفة.

“موقف عربي موحد”

وأشاد الدكتور بشير عبدالفتاح، المحلل السياسي والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بالتحرك المصري لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، مؤكدًا على ضرورة وجود موقف عربي واضح وموحد حيال مجريات الأزمة.

وتابع المحلل السياسي: “الموقف العربي الموحد يحمي المصالح العربية، ويضمن احتفاظ البلدان العربية بعلاقات طيبة مع أطراف الصراع كافة، لا سيما أننا لسنا طرفا في هذا الصراع، ولسنا متورطين فيه، لكن فقط نحن متضررون منه، ومتأثرون به، مشددًا على ضرورة أن تخرج الجامعة العربية بموقف واضح حيال هذه الأحداث بما يعكس اهتمام الدول العربية بالأزمة، ورؤية لكيفية التعاطي معها من خلال الوسائل الدبلوماسية لمنع الأزمة من طول أمدها، لأنه ينعكس بالسلب على كافة الأطراف.

“أزمة غذائية”

وأشار المحلل السياسي، في هذا الصدد، إلى أن الدول العربية سوف تتأثر بشكل كبير جدًا بالأزمة الأوكرانية، سواء من جهة السياحة المقبلة من أوكرانيا وروسيا أو الأمن الغذائي، حيث إن غالبية الدول العربية تعاني من انكشاف في الأمن الغذائي وواردات القمح تحديدا”.

وفي السياق ذاته، شدد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على أهمية المبادرة المصرية، وضرورة اجتماع العرب لمناقشة تطورات الأزمة الأوكرانية، قائلًا: “يجب أن يحدد الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية رأيهم في الأزمة الحالية، خاصة أن علاقات أغلب الدول العربية جيدة بروسيا وأوكرانيا، وأي تداعيات أو حروب أو صراعات هناك لا شك أنها ستؤثر على العالم العربي بالسلب”.

“الحفاظ على الأمن الدولي”

وناشد هريدي، بضرورة أن يصدر عن اجتماع العرب بيان مشترك، تؤكد من خلاله تأييدها لكافة الجهود الدبلوماسية، ومطالبة مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في صون السلم والأمن الدوليين.

والجدير بالذكر، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في وقت سابق، أنها تتابع بقلق بالغ التطورات المتلاحقة اتصالا بالأوضاع في أوكرانيا، مشددة على ضرورة تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيا بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفاديا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى