الطحاوية..قبيلة وطنية ساعدت محمد علي باشا في حرب السودان واليونان والشام
دعاء رحيل
قبيلة الطحاوية أقدم القبائل العربية والتي هاجرت إلى مصر مع الفتوحات الإسلامية، واشتهرت بحب الخيل وتربيته على مر العصور، وأصبح صديقًا لهم منذ طفولتهم ويعتبرونه مصدرًا للعزة والكرامة، حتى ألف الأجانب كتبًا عنهم واتخذت الدولة شعارًا لـ”الحصان” بمحافظة الشرقية بسبب عشقهم لتربية الخيول، وأصبحت تجمعاتهم لا تخلو من التباهي لارتباط اسمهم بوجود الخيل في شعار المحافظة.
وفي هذا الصدد ذكر أحد أبناء القبيلة، الذي يقطن في منزل بسيط توجد أمامه خيمة بدوية بقرية سعود التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، قال إنه عادة يلتقي أبناء القبيلة بالخيمة لتبادل الحديث والتباهي بتربية الخيل، مشيرًا إلى أن تاريخهم مع الخيل طويل والأجانب ألفوا كتبًا عنهم في تربيتهم للخيول، مؤكدًا أنهم لم يجدوا اهتمامًا من الدولة بهذا التراث، باستثناء المسئولين عن مكتبة الإسكندرية الذين تواصلوا معهم وتم إمدادهم بوثائق ومخطوطات تاريخية منها الفرمانات الخديوية والملكية والوثائق التى يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وتتعلق بتاريخ الطحاوية والخيول فى مصر.
يذكر أن قبيلة الطحاوية تعرف بتربية الخيول العربية الأصيلة مع الاهتمام بأنسابها، حيث أن أصل القبيلة يرجع إلى قبيلة الهنادى من بنى سُليم والتي هاجرت إلى مصر مع خيولهم خلال الفتوحات الإسلامية، وأشار إلى أن أفراد القبيلة حضروا إلى مصر منذ أكثر من 300 سنة وكان برفقتهم الخيول الخاصة بهم واستقروا فى الشرقية ويعيش معظمهم بمراكز الحسينية وبلبيس وأبو حماد وكفر صقر والصالحية، وأن شبه الجزيرة العربية كانت الأحوال بها غير مستقرة، حيث قل المطر واختفى الزرع ما دفعهم للاستقرار فى مناطق زراعية واهتموا بالزراعة إلى جانب تربية الخيل.
كما يعرف أن محمد علي باشا اعتمد على الطحاوية وفرسانهم في الحروب والغزوات خلال فترة حكمه، مشيرًا إلى أن بعض الأثرياء في ذلك الوقت اهتموا باقتناء الخيل مما أثار شغف أفراد القبيلة وإصرارهم على تربية أفضل أنواع الخيول كى يحظوا بالفوز في المسابقات، لافتًا إلى أنه في حال فوز الحصان خلال مسابقة يدشنها الأثرياء يمكنه بيعه لأحد الهواة كي ينافس به في المسابقات المقبلة، مما يعود على المربي بالربح.
كما أن قبيلة الطحاوية قد ساعدت محمد على باشا في حرب السودان واليونان والشام، بأن قدموا له الخيل ودربوا الجنود وأرسلت القبيلة عددًا من رجالها الأقوياء للمشاركة في الحرب، وكان محمد على يقدم لهم العطاء لمس الشجاعة والتضحية والإخلاص فيهم، ومازالوا يذكرون عن أجدادهم ما سمعوه ويتباهون به وأنهم حجوا بيت الله الحرام وفتحوا عكا والشام.