تاريخ ومزارات

قصة بناء “المدرسة الكاملية” في شارع المعز

أسماء صبحي
 
أنشأ المدرسة الكاملية الملك الكامل بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وذلك في سنة 622 ه‍ _ 1225 م، وتقع هذه المدرسة في شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، وتقع بجوار مدرسة وخانقاة الظاهر برقوق (المماليك الجراكسة) .
 
ويذكر المقريزي بأن السلطان الكامل أوقف هذه المدرسة علي المشتغلين بالحديث النبوي ومن بعدهم على الفقهاء الشافعية، ويذكر كذلك المقريزي بأنها ثاني دار عملت للحديث، حيث أن أول دار للحديث بناها الملك العادل نور الدين محمد بن زنكي في دمشق.
 

تجديد المدرسة

ويشير النص الموجود علي مدخلها بأن تم تجديدها علي يد الأمير حسن كتخدا بعد الأندراس، وتمثل تجديد الأمير حسن في بناء مسجد صغير في إيوان القبلة الشرقي للمدرسة، واستمر المسجد عامراً بالصلاة أيام علي مبارك في القرن 13 ه‍ _ 19 م.
 
وقد أدركت لجنة حفظ الآثار العربية بقايا المدرسة وكانت مغطاة بالأتربة فعملت اللجنة علي إزالتها، وعملت بها بعض الحفائر البسيطة أسفرت عن إعداد مخطط لمسقط المدرسة، والذي يتضح منه البناء الأصلي للمدرسة.
 

تكوين المدرسة

ويتكون التخطيط الأصلي للمدرسة من صحن أوسط مستطيل مكشوف يشغل جزء كبير منه ميضأة مسجد الأمير حسن كتخدا، ويتعامد على الصحن ايوانان بقي منهما الإيوان الغربي، وبقي كذلك الضلع الجنوبي للإيوان الشرقي الذي كان يشرف بواجهته الرئيسية علي شارع المعز، والذي ضاعت معظم ملامحه بسبب مسجد الأمير حسن كتخدا.
 
ويرجح أنه كان يوجد غرف للطلاب تتطل على الصحن و كانت موزعة على طابقين، وآخر ما يقال عن المدرسة الكاملية أن كان بها زخارف جصية يتضح منها أنها كانت تأثيرات أندلسية، ودليل علي ذلك قول أحد الرحالة الذين زاروا المدرسة بأن زخارفها تشبه زخارف قصر الحمراء بغرناطة في الأندلس، وبقايا تلك الزخارف محفوظة الآن في المتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى