“ورشفانة”.. أعرق وأشهر القبائل الليبية
دعاء رحيل
تعد قبيلة ورشفانة من أشهر قبائل بني سليم الحجازية المعروفة وهي من أقدم القبائل الليبية وأشهرها في طرابلس اشتهرت بمقاومتها للسلطات العثمانية والإستعمار الإيطالي ومازال موقعها الأصلي سهل العزيزية (سهل الجفارة) ومركزها مدينة العزيزية (الكدوة) وتوصف ورشفانة بأنها قبيلة تجمع بين صفتي التجمع الحضري والريفي في الوقت نفسه حيث كونوا مزارع صغيرة (السواني) وبنوا المنازل في المناطق الساحلية الممتدة من منطقة قرقارش إلى منطقة جودائم بالزاوية مروراً بمناطق الغيران وجنزور وصياد والماية والمناطق المحادية أو المجاورة لها كالحشان وإنجيلة والهناشير والزهراء والعامرية والناصرية وحيث أشتغلوا بالزراعة في المناطق الزراعة البعلية في مواسم الحرث والحصاد في وادي الهيرة وبئر كوكا بجفارة ورشفانة (سهل العزيزية) حيث يخرجون بصفة مؤقتة لهذه المناطق .
وتتميز قبيلة ورشفانة بكثرة زعامتها ومشايخها ووجهائها مع الكثير من قبائل طرابلس على إختلاف العصور والزمان بأواصر تحالف عرفت ( بحركة الصفوف ) والذي ضم قبائل كثيرة في الماضي والذي اعتبرها بعض المؤرخون بأنها قانون توازن بين الجماعات في ذلك الوقت
وهذا ما وفر لقبيلة ورشفانة تحالف قبلياً قوياً مع قبائل الزنتان موائيداً لها خلال صراعها مع السلطات العثمانية .
كما أن ازدادت شهرة قبيلة ورشفانة في ليبيا أثناء أبناء الرعيل الأول بفخر مقاومة ظلم السلطات التركية وإستبداد ولائها وبالجهاد ضد قوات المحتل الأجنبي على مر التاريخ لأرض الوطن وقدموا في سبيل ذلك أنفسهم وما يملكوا لأجل الذود عن تراب الوطن الزكي ، فحاربوا المستعمر الأجنبي مع أخوانهم الأخرين الذين جاهدوا تحت راية الوطن .
وبسبب أعداد قبيلة ورشفانة الكثيرة فقد كانت محل إحترام كبير وذلك لشجاعة أبنائها وشهرتهم بالفروسية ولم تعترف بسلطة بعض ولاء السلطات العثمانية كلما عثوا في الأرض فساداً وزاد ضلمهم واستمرت تناصبهم العداء واستمر نظالها إلى أن ضعفت سلطة الولاء كثيراً أو أنهت العداء بالمهادنة وأبرام الصلح مع السلطات العثمانية فهي ثارة تعلن الثورة عن الظلم وثارة تهادن وتصالح ، وكان لكل حالة وضعها وضروفها السياسية والإقتصادية في ذلك الوقت .