السيد أحمد الإدريسي: لجان قبيلة الأدارسة تحل الخصومات الثأرية من أسوان لأسيوط|حوار|
للقبيلة والنسب أثر وتأثير كبير على حياة أفراد المنتمين إليها، وأثر واسع على من حولها كلما زادت قوتها، وزادت اليد الطولى لها، فهي لا تكتفي إذا كانت القبيلة ذات شأن بحل مشكلات أبنائها، أو توفير ما يحتاجونه، بل تمتد لتشمل قبائل أخرى، أو عائلات أخرى، وتدعم من لا داعم لهم، وأخيرا تحمي كل من احتمى بحماها.
قبيلة الأدارسة، واحدة من أكبر القبائل في مصر، والممتدة إلى شبه الجزيرة العربية، و«مجلة صوت القبائل العربية»، أجرت حوارا مع مشرف شئون الأدارسة في مركز الزينية، حيث ينتشرون في محافظة الأقصر.
في البداية.. عرفنا بنفسك؟
السيد أحمد الإدريسي، 40 عاما، متولي شئون الساحة الإدريسية بالأقصر، ومسئول لجنة المصالحات بقطاع الصعيد، بداية من أسوان حتى أسيوط، وتوليت شئون الساحة منذ ما يزيد عن 11 عاما، بعد وفاة السيد الإدريس عبد الرحيم.
من هم الأدارسة؟
الأدارسة هي قبيلة، لكن يمكن أن نقول عليها إنها قبيلة كبرى، وبدأت من حكمها للمغرب، مثل مملكة الأدارسة في المغرب، ومملكة عسير في السعودية، والسيد الإدريس هو شقيق ملك السعودية، والسيد العربي الإدريسي، وامتد حكم الأدارسة من المغرب، للسعودية، حتى ليبيا، كما أسسوا أكبر تكتل إدريسي في دولة السودان.
ما هو المنهج الإدريسي؟
المنهج الإدريسي هو منهج أحمد الإدريس، والذي استند إليه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومتمثل في العديد من الطرق، من بينها الطريقة الدنداروية، والجعفرية، والأهدلية، والمرغنية، والسنوسية، والراشدية.
ما هي عادات الأدارسة؟
عادات الإدارسة هي عادات تكليف وليست تشريف، لأنها تكليف بصفتنا أحفاد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، لأننا من النسب الشريف، وهو نسب تكليف، وليس تشريف، لاننا سنُسأل يقوم القيامة: لقد أهديتك النسب النبوي فماذا فعلت به؟
ما هو دور قبيلة الأدارسة في محافظة الأقصر؟
أسس الأدارسة منذ سنوات طويلة «ساحة الأدارسة»، لتولي شئون الأدارسة ومشكلاتهم، ومتطالباتهم، ومتطالبات الذين قصدوها، سواء كان مسلما أو مسيحيا.
وكرسنا كل جهودنا بتكوين لجان مصالحات ممتدة على مستوى الصعيد، وتضمنت اللجان لجنة مصالحات في إسنا، وأرمنت، وقوص، والأقصر، والسمطا، وخزام، وسوهاج، وأسيوط.
كما تم تكوين لجنة من المصالحات من المسيحيين للنظر في مشكلاتهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعامل مع المسيحيين إلا بأخلاق الإسلام، وعلينا نحن أن نتحلى بصفاته الشريفة.
كيف انتمى بعض المسيحيين إلى الساحة؟
للمسيحيين قصة قديمة مع الساحة، حيث شهدت الأقصر في وقت سابق، خلافات بين المسلمين والأقباط، والتي كانت تنتهي بتهجير الأقباط، لذا قرر كبير الأدارسة والمشرف عليهم في ذلك الوقت، ببناء «بوابة» تتضمن العديد من البيوت في منطقة الزينية للأقباط، قائلا إنهم في حماه، وأنه سيدفع عنهم الأذى بماله، وأهله، كل ذلك جعل المسيحيين يحتمون بالساحة، لذا انتمى إليها بعضهم.
وجرت عادة الساحة على دمج المسيحيين مع المسلمين، في الاحتفالات، والمناسبات، وتبادل التهاني في المناسبات، كل ذلك جعلهم يشعرون أنهم أصحاب شأن، وكل ذلك يبعث روح المواطنة والسلام والتآخي.
وضح لنا طموحات القبيلة الإدريسية متمثلة في الساحة خلال الآونة المقبلة؟
نطمح في يكون عملنا متقبل عند الله، أما عن آمالنا بين الناس فإننا نطمح في وقف الخلافات بينهم، سواء في البلاد، أو بين العائلات، خاصة أن يد الخير ممدودة لأي فصيل مهما كان لخمد الفتن.
ما دوركم لجذب الشباب، للحفاظ على العادات والتقاليد سواء عادات القبيلة أو الساحة؟
تهتم الساحة الإدريسية بجذب الشباب من خلال الدروس اليومية، والتي يقوم عليها السيد أحمد رضا الإدريسي إمام مسجد «سيدي أبو أحمد الإدريسي»، والدكتور مصعب الخير الإدريسي، لتوعية ونشر العلم، سواء بين الشباب أو الكبار والنساء.
ودور الساحة وعاداتها هي عادات دينية في المقام الأول، تنفيذا للمنهج الإدريسي المتمثل في الكتاب والسنة، فإن للساحة دور لجذب الشباب وإعادتهم من طريق الدنيا، والإعراض عن الله إلي الله باحتوائهم، في حال عزوفهم عن الطاعة.
ما هو دوركم في المجال السياحي؟
الأقصر محافظة سياحية في المقام الأول، وينخرط الأدارسة في السياحة لكن من الجانب الديني، حيث المزارات الإسلامية، أو شرح الآثار الفرعونية بطريقة إسلامية، وعلى سبيل المثال فإن فرعون مصر مذكور في القرآن الكريم، ومن هو هامان، واسمه لدى الفراعنة وهكذا.
ما هو دور قبيلة الأدارسة مع القبائل الأخرى؟
دورها هو مد يد العون للجميع، دون النظر لما ينتمي إليه من نسب، وذلك لحل الخلافات التي تحدث، والعمل على إنهائها قبل أن تتفاقم في كثير من الأحيان.