حوارات و تقارير

لوازم السفر إلى سيناء .. أبرزها الخيام والأدوية

دعاء رحيل

يجب على المسافر إلى سيناء اتخاذ بعض الأمور الضرورية معه من مأكل وملبس وغيره والتي تبرز أهمها كالآتي.

 

 الخيام والأثاث

هذا، ولا بد للمسافر من خيمة يتقي فيها حر الشمس في النهار والبرد في الليل. فليس في طرق سيناء أشجار أو صخور يستظل بها إلا نادرا.

وأصلح الخيام وأخفها للسفر الخيام المنسوبة للضباط المصريين. ولا بد من أحب الترفيه في السفر من أربع خيام: خيمة المنامة، وخيمة لأكله وشربه وجلوسه في النهار، وخيمة لمطبخه وخدمه، وخيمة صغيرة للمستراح. ومما يلزمه من الأثاث أبسطة يفرشها في خيمة النوم، وسرير سفري، وفرشة وحرامات أغطية، وكراسي سفرية، وفيها كرسي طويل يستريح عليه في النهار، وطاولة للمائدة، ومغسلة، وكلها من الأثاث الذي يمكن طيه ويسهل حمله، وصحون وملاعق وشوك، وصناديق ذات طبقات، وعيون مختلفة الحجم لحفظ الآنية الزجاجية والصيني. يجعل لها حلق ليسهل حملها، وخيش لحزم الخيم والصناديق الجلدية. لأجل صيانتها من العطب في السفر.

 

 الملبس

 

وأما الثياب فليس من الحكمة اختيار الثياب الدقيقة؛ لأن الشمس تخترقها إلى الجسم. فيشعر صاحبها بالحر أكثر مما لو لبس الثياب المتوسطة في ثخانتها.

ويحسن بالمسافر لبس برنس أبيض يقيه حر الشمس والعفار. وأحسن منه عباءة من وبر الإبل، فإنها تقیه حر النهار كما تقيه برد الليل.

ولا بد للمسافر في جبال سيناء وسهولها من أحذية متينة تتحمل أنياب الحجارة الغرانيتية ورمال الصحراء. ويؤكد الكاتب نعوم شقير أن من أحسن الأحذية التي جربها في سيناء. وظهرت جودتها في التجربة جزم مخزن نيويورك» لأصحابه «شحادة إخوان» في شارع المناخ قرب الأوبرا الخديوية بالقاهرة.

 

أما لبس الرأس «فالكوفية والعقال» أو «العرقية والعمامة، أو برنيطة فلين خفيفة واسعة يجعل لها «زناق». يعقد تحت الذقن، لئلا ينسفها الريح، ويحسن ربط «شاشة » حول البرنيطة يتدلى منها عذبة على مؤخر الرأس. ويحسن فوق هذا كله حمل مظلة زيادة في التحوط، وأما الطربوش فلا يصلح ليسه إلا في المساء، فإن لبسه في الحر قد يسبب ضربة شمس أو ضربة حر، ولا بد من قص الشعر قصيرا قبل السفر. لأنه ليس هناك من يحسن قص الشعر إلا في المدن، وذلك نادر.

 

المآكل

يتيسر للمسافر شراء بعض أنواع الفاكهة والخضر كالبطيخ والرمان والعنب واللوز والبلح والبامية والملوخية والبصل في عدن الطور ونخل والعريش في فصولها. وقد يتيسر له في هذه المدن شراء البيض والفراخ واللحم والبن والشاي والسكر وبعض

 

اللحوم والفواكه والخضر المحفوظة بالعلب، ولكن الأفضل أن يتزود المسافر مئونته من مصر حتى البيض والفراخ والفاكهة والخضر. ويمكنه حفظ البيض أسابيع بوضعه في اللحوم والفواكه والخضر المحفوظة بالعلب، ولكن الأفضل أن يتزود المسافر مئونته من مصر حتى البيض والفراخ والفاكهة والخضر. ويمكنه حفظ البيض أسابيع بوضعه في الملح على ما هو مشهور، وأفضل فاكهة يتزودها من مصر ويستعذبها جدا في السفر البرتقال والليمون والتفاح، ويمكن حفظها في السفر بوضعها في أقفاص من الجريد والاعتناء بتحميلها، وإذا طال مكث المسافر في سيناء، فلا بد من تعيين هجان يذهب إلى الطور أو السويس أو القنطرة، ويأتيه برسائله، وما يلزمه من فاكهة وخضر ومئونة، وتروج في سيناء كلها النقود المصرية على أنواعها، وفي العريش تروج النقود الشامية والمصرية، وأما عملة الورق فغير معروفة عندهم.

 

 المشرب

 

ثم إن أكبر صعوبة يجدها المسافر في سيناء «الماء»؛ فإن المسافة بين ماء وآخر تختلف من يوم إلى ثلاثة أيام أو خمسة، ومتى وصل الماء وجده آسا أو مسوشا، إلا في بلاد الطور الغرانيتية، فإن هناك ينابيع صالحة للشرب، وبكل حال يحسن بالمسافر أن يصحب معه مرشح باستور؛ لترشيح الماء قبل شربه أو استخدامه للطبخ، وإذا أحب زيادة التحوط فليشرب المياه المعدنية، وأفضلها ماء أفيان، وماء أبولينارس، وقد يستغني عن المياه المعدنية بإغلاء مياه سيناء بعد ترشيحها ومزجها بشاي خفيف مع السكر والحامض هذا، ومن أهم ما يجب على المسافر في بادية سيناء الاحتفاظ بالماء، وذلك بوضعه في براميل من خشب أو فناطيس من حديد محكمة السد والاعتناء بتحميله، وجعله بعناية رجل مسئول لا ينفق منه إلا بمقدار ما يكفي الركب للوصول إلى ماء جديد، ويلز في بادية سيناء شرب الماء مبدا، وأفضل وسيلة لتبريده وضعه في قرب نظيفة لا رائحة لها، وأما المياه المعدنية فتبرد بوضع زجاجتها في أدل من جلد أو صفيح منة ماء وتعريضها لمجرى الهواء في الظل.

 

 الأدوية

 

وأما الأدوية فقلما يحتاج إليها المسافر في برية نقية الهواء صافية الجو كبرية سيناء، ولكن لا بد من أخذ مجموعة من الأدوية المركبة أقراصا أو حبوبا تختار بإرشاد الطبيب، وتحفظ في صندوق خصوصي من حديد، فإذا لم يحتج إليها المسافر فربما احتاج إليها رجال حملته، أو البدو الذين يلتقيهم في طريقه، وأهم الأدوية التي تلزم:

الكينا للحمى، وحبوب خلاصة الكسكارة لمنع الإمساك، وزيت الخروع أو عرق الذهب، أو ملح إنكليزي للدوسنطاريا وتنظيف المعدة، ومسحوق دوفر والكلورودين أو سلسيلات البزموت لمنع الإسهال ووجع المعدة، وكلورات البوتاس لالتهاب الحلق، وفناستين للتعريق ووجع الرأس، والسليماني لغسل الجروح، ومسحوق البوزيك وحمام للعين لغسل العيون، وروح النشادر للسع العقرب، وعصير الليمون لمنع الإسقربوط، والكونياك في زجاجة بغلاف من قش لمنع المغص، وحزام صوف لتدفئة المعدة والأمعاء، ونفتالين لوقاية الثياب والكتب من العث، وثرمومتر طبي، ومقص ونسالة وقطن وأربطة لضمد الجروح.

وقد رأيت في مخزن الأدوية لنجيب أفندي غاجة صناديق صغيرة خاصة للسفر رخيصة الثمن، في كل منها مجموعة مما يلزم المسافر من الأدوية والأدوات الطبية.

 

المرجع:

تاريخ سينا والعرب نعوم شقير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى