قصة الامير عبدالرحمن الداخل والنخلة
قصة الامير عبدالرحمن الداخل والنخلة
بقلم حازم الصايغ
عضو في فريق الاثريين لنشر الوعي الاثري وإحياء التراث
– في سنة ١٣٢ه / ٧٥٠م سقطت الخلافة الاموية علي ايدي العباسيين وقتل العباسيين كل من كان مؤهلا من الامويين لتولي الخلافة الا عدد قليل منهم استطاعوا ان يهربوا من سيوفهم ومنهم الامير عبدالرحمن بن معاوية الملقب بالداخل
– الامير عبدالرحمن بن معاوية هو حفيد الخليفة هشام بن عبدالملك ولد في قرية دير حنان في الشام سنة ١١٣ه – ٧٣١م ولما بلغ ريعان شبابه انقلب العباسيون علي الامويين فهرب الداخل من الشام الي مصر ثم الي ليبيا ثم الي تونس ثم الي بلادالمغرب
– حتي وصل الي بلاد الاندلس فدخل العاصمة قرطبة سنة ١٣٨ه فاسس الدولة الاموية في الاندلس وكان عمره وقتها ٢٥ عاما وحكم لمده ٣٤عاما حتي توفي سنة ١٧٢ه – ٧٨٨م ودفن في قصر قرطبة
– اما قصة النخلة فعلي الرغم ان عبدالرحمن الداخل كان أميرا علي بلاد الاندلس الا انه كان يحس انه غريبا فيها وكان يؤخذه الحنين الي بلاده الشام
– فبني الداخل قصر الرصافة في الاندلس علي غرار قصر جده هشام في الشام وزرع فيها نخلة أمر بحضارها من المغرب وهي اول نخلة في الاندلس
– وكلما ووقف أمام النخلة تذكر بلاده وبأنّه يعيش في بلاد ليست ببلاده ويخاطب عبد الرحمن الداخل النخلة ويقول لها بأنّها غريبة حالها كحاله فأنشد في غربته قائلا :-
تبدَّتْ لنا وسْطَ الرُّصافة نخلةٌ
تناءتْ بأرضِ الغرب عن بلد النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّب والنوى
وطولِ الـتَّنائي عن بَنِيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبةٌ
فمثلُكِ في الإقصاءِ والمُنْتأى مثلي
وقال أيضًا:-
يَا نَخْلُ أَنْتِ غَرِيبَةٌ مِثْلِي
فِي الْغَرْبِ نَائِيَةٌ عَنِ الأَصْلِ
فَابْكِي وَهَلْ تَبْكِي مُكَيَّسَةٌ
عَجْمَاءُ لَمْ تُطْبَعْ عَلَى خَيْلِ
لَوْ أَنَّها تَبْكِي إذًا لَبَكَتْ
مَاءَ الْفُرَاتِ وَمَنْبِتَ النَّخْلِ
لَكِنَّهَا ذَهِلَتْ وَأَذْهَلَنِي
بُغْضِي بَنِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَهْلِي
حازم الصايغ