حوارات و تقارير

سلسلة الجذور الطيبة.. باقي بطون هوازن  

عبد الكبير هلال يكتب… 

 

نستكمل اليوم استعراض باقي قبائل وبطون هوازن وأهمها: –

بنو غزية:

بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، ينتمي الفارس الشهير والشاعر الكبير دريد بن الصمة الذي يعتبر من أشهر فرسان عصره. ومن بني غزية الكثير من الشعراء و الفرسان.. يقول عنهم الصنعاني (ت 613هـ) عن غزية المشهورة تلك :

وإن ادع في عليا هوازن تأتني .. قبائل ازكى حين تنمى وأحسب

غزية نيران الحروب ومنهموا .. فوارس خطارون والنقع أشيب

لهم ما حوى شط العراق مشرقاً .. إلى حيث تحويه السرار فغرب.

 

بنو نصـر :

إلى هؤلاء ينتسب مالك بن عوف النصري كبير هوازن في معركة حنين (أوطاس) التي انتصر فيها المسلمون بقيادة الرسول محمد عليه الصلاة و السلام على هوازن

.

بنو معاوية بن بكر بن هوازن:

وقد اشتهر منهم بنو عامر بن صعصعة وبنو مرة بن صعصعة، ويعرفون بأمهم سلول بنت ذهل بن شيبان، وبنو نصر بن معاوية، الذين منهم الشاعر المخضرم مالك بن عوف النصري، الذي أسلم وحسن إسلامه، وكان قائد هوازن في حنين وبنو جشم بن معاوية رهط دريد بن الصمة، الشاعر والفارس والذي يقال أنه لم يهزم في معركة.

 

بنو عامر بن صعصعة بن معاوية

كان بنو هوازن كثيري الترحال فقد كانوا يصيفون في الطائف لطيب هوائها وثمارها ويشتّون في بلادهم من أرض نجد لسعتها وكثرة مراعيها. كما كان بنو عامر في الجاهلية قوماً لا يدينون للملوك، بل هم كثيراً ما يعترضون للطائم النعمان ويغنمونها، وقد عُرف العامريون بأنهم كانوا من الحمس لتشددهم في دينهم على مذهب قريش الذين يجتمعون معهم في مضر بن نزار. وكانوا من أكبر فروع هوازن، قال أبو عمرو بن العلاء: جاء الإسلام وأربعة أحياء قد غلبوا على الناس كثرة، شيبان بن ثعلبة، وجشم بن بكر، وعامر بن صعصعة، وحنظلة بن مالك، فلما جاء الإسلام خمد حيان وطما حيان، طما بنو شيبان وعامر بن صعصعة، وخمد جشم وحنظلة.

 

وبنو عامر أخوال لعدة رجال من كبار قريش ومشاهيرهم مثل : عبد الله بن عباس أمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن العامرية ، وخالد بن الوليد أمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن العامرية، وأبو سفيان زعيم قريش أمه صفية بنت حزن العامرية ، كذلك آمنة بنت أبان العامرية تزوجها أمية بن عبد شمس من كبار قريش. فقد اشتهر من بني هوازن بنو هلال وبنو ربيعة وبنو نمير، فأما هلال فقد كان بنو هلال وبنو سليم مقيمين قبل ظهور الإسلام في نجد، وهذه المنطقة كثيرة الأودية والهضاب، وعُرفت باعتدال مناخها وندرة أمطارها. وكان لبني هلال أيضا في الجاهلية سوق عكاظ في الطائف وكان لهم مران وهو قاعدتهم الرئيسية، وعن تلك المواطن يتحدث ابن خلدون “كانت بطون هلال وسليم من مصر لم يزالوا بادين منذ الدولة العباسية، وكانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من فقر الحجاز بنجد: فبنو سليم مما يلي المدينة وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام…”. وكانت قبائل بني هلال في أغلبها قبائل بدوية ظاعنة وتنتقل ما بين البصرة ومكة من ناحية، وما بين مكة ويثرب من ناحية أخرى ومن المعلوم عنها أنها كانت تدين بالوثنية في الجاهلية، فبنو هلال يعبدون صنم ذو الخلصة مع خثعم وبجيلة القحطانية.

 

وأما بنو نمير فهم يعدون من جمرات العرب الثلاث، وهم بنو ضبة بن آد بن طابخة، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير وهذا اللقب يطلق علی القبيلة التي لم تحالف أحدا وكانوا يفتخرون بالانتماء إلی فرعهم، فإذا سُئل أحدهم قال أنا من بني نمير من باب الافتخار.

 

أما بنو ربيعة بن عامر الذين منهم الفرعان المشهوران كعب وكلاب. وقد اشتهر من كعب بن ربيعة عقيل وجعده بالإضافة إلى قشير وغيرها، وكان من أبرز شخصيات بني عامر في هذه الفترة مجنون ليلى قيس بن الملوح ومحبوبته ليلى العامرية، بالإضافة إلى الشاعرة ليلى الأخيلية.

وأما كلاب فهم إخوة بني كعب كانت فيهم زعامة قبيلة هوازن قبل الإسلام وكانت مساكنهم في جنوب نجد على مشارف الحجاز، ويقال إنهم ملكوا اليمامة بعد القرامطة ثم نزحوا شمالاً في العصر العباسي فوصلوا بادية الأردن والشام وظهر منهم بنو مرداس أصحاب الدولة المرداسية في شمال بلاد الشام. قال ابن خلدون “كانت بلاد بني كلاب حمى ضرية والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي وحمى ضرية هي حمى كليب وائل.

 

نباته: النضر تسمن عليه الخيل والإبل وحمى الربذة هو الذي أخرج عليه عثمان أبا ذر رضي الله عنهما ثم انتقل بنو كلاب إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملك وملكوا حلب وكثيراً من مدن الشام. تولى ذلك منهم بنو صالح بن مرداس.

 

بنو هلال بن عامر بن صعصعة:

تنتسب إلى هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وهي بالتالي تنتمي إلى قبيلة بني عامر التي تنتمي بدورها إلى هوازن، سكنت في وسط نجد هاجرت من الجزيرة العربية إلى الشام ثم صعيد مصر ومنه انتقلت إلى باقي المغرب العربي الإسلاَمي الكبير بعد إزعاجهم للدولة العبيدية، فأرسلهم الخليفة الفاطمي لغزو شمال أفريقيا، قصة هجرة القبيلة دخلت التراث الشعبي العربي كأسطورة عُرفت بـ “تغريبة بني هلال”. وسيتم التفصيل عنهم في منشورات لاحقة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى