حوض من الرخام المنحوت للحاجب المنصور ابن ابي عامر من العصر الاموي في الأندلس

حوض من الرخام المنحوت للحاجب المنصور ابن ابي عامر من العصر الاموي في الأندلس

بقلم حازم الصايغ

عضو في فريق الاثريين لنشر الوعي الاثري وإحياء التراث

– تدل الآثار الاسلامية الباقية في بلاد الأندلس على براعة اهل الأندلس فى فن الحفر على الرخام

– وتعتبر مدينة قرطبة من مدن الأندلس الغنية بمقاطع الرخام فقد ذكر الرازى :- (أن بجبل قرطبة الرخام الأبيض الناصع اللون والخمرى)

– وكانت قرطبة تشتهر برخامها الناصع البياض الشديد الصفاء ويقول الإدريسى في هذا النوع من الرخام :- (بحصن فريش مقطع للرخام الرفيع الجليل المنسوب إليه والرخام الفريشى أجل الرخام بياضا وأحسنه ديباجا وأشده صلابة)

– وقد استخدم الرخام في الأندلس لصناعة الأعمدة وتيجانها وقواعدها واللوحات التى تكسو الجدران والأرضيات هذا بالإضافة إلى عمل أحواض السقايات وحواف آبار الوضوء

– ومن هذه الأحواض الرخامية التي صنعت في الأندلس حوض يرجع الي عهد الحاجب المنصور ابن ابي عامر مؤسس الدولة العامرية في الأندلس

-المنصور محمد بن أبي عامر هو حاجب الخليفة الاموي في الأندلس هشام المؤيد بالله (الثاني ) والحاكم الفعلي للخلافة قام بالحجر على الخليفة وأمه في مدينة الزهراء وأسس الدولة العامرية وأنشا مدينة الزاهرة لتكون عاصمة لدولتة

– هذا الحوض صنع لمسجد قصر مدينة الزاهرة سنة ٣٧٧ه‍ / ٩٨٨م وتم اكتشاف الحوض في القرن التاسع عشر في وسط مدينة إشبيلية وهو حوض مصنوع من الرخام المنحوت ومحفوظ في متحف الاثار في مدريد

– يبلغ ارتفاع الحوض 68 سم وعرضه 150 سم وعمقه 77 سم ونلاحظ ان الجزء الأمامي مزخرف بثلاثة عقود ثلاثية الفصوص محاطة بإطار مثبتة على أعمدة ويحتوي كل قوس على زخارف نباتية مثل أوراق وسعيفات وأكواز صنوبر وسيقان متشابكة كما نلاحظ ان المساحة بين القوس والإطار نفس النوع من الزخرفة

– ونري في الجانب الأيمن مساحة مقسمة عموديًا إلى ثلاثة أجزاء المنطقة المركزية غير مزخرفة للسماح بخروج المياه اما الجانبان الآخران فنري مشاهد مماثلة عبارة عن نسور تصطاد غزلان بمخالبها تحمل أسدين وجهاً لوجه على أجنحتها الممتدة بينما تحتها اثنان من الغريفين في مواجهة بعضهما البعض

– وعلي حافة الحوض زخارف كتابية تشير ان المنصور أمر بصناعة هذا الحوض لمسجد قصر مدينة الزاهرة وقد استخدم هذا الحوض للوضوء

حازم الصايغ