عادات و تقاليد

عيد الفطر في قطر.. بهجة العادات والتقاليد المتوارثة حاضرة

أميرة جادو

يعتبر عيد الفطر في قطر مناسبة غنية بالمظاهر الاحتفالية التي تجمع بين العادات التقليدية والأجواء العائلية الدافئة، ورغم تطور بعض التفاصيل، فإن القطريين لا يزالون يحتفظون بروح العيد الأصيلة، من صلاة العيد إلى التجمعات العائلية والمهرجانات الترفيهية.

أجواء العيد في قطر

تبدأ احتفالات العيد في قطر بأداء صلاة العيد في المساجد والمصليات المفتوحة، حيث يتجمع الناس في أجواء روحانية عامرة بالفرح، وبعد الصلاة، يتبادل الأهل والأصدقاء والجيران التهاني بعبارة “عساكم من عواده”، قبل أن يجتمع أفراد العائلة في بيت العود (منزل كبير العائلة)، حيث تمتزج الضحكات بأجواء البهجة والتواصل الاجتماعي، كما تقام مهرجانات وعروض خاصة تنظمها الجهات الثقافية والاجتماعية لإحياء هذه المناسبة السعيدة.

تحضيرات العيد.. تجهيزات مسبقة وفرحة الأطفال

في هذا الإطار، أوضح الكاتب والروائي القطري جمال فايز، أن استعدادات العيد تبدأ منذ العشر الأواخر من رمضان، حيث تتجه العائلات إلى الأسواق لشراء الملابس الجديدة، ولا سيما للأطفال، إلى جانب تحضير الحلوى التقليدية مثل اللقيمات والعصيدة، كما يتم تجهيز زكاة الفطر، وشراء خروف العيد الذي يكون مصدر فرح للصغار الذين يتسابقون لإطعامه واللعب معه قبل ذبحه صباح العيد.

الأزياء القطرية.. رمزية وأصالة

في صباح العيد، يستيقظ الجميع مبكرًا لارتداء الملابس الجديدة، حيث يحرص الرجال على ارتداء الثوب الأبيض الذي يعكس الهوية القطرية ويتميز بتصميمه الفضفاض المريح، كما يكتمل المظهر التقليدي بـ الغترة (غطاء الرأس القطني الأبيض) والعقال والبشت (العباءة)، ليبدو الأمر وكأنه يوم زفاف وعرس عائلي، أما الأبناء الذكور، فيقدمون التهاني لآبائهم بتقبيل رؤوسهم قبل التوجه جماعة إلى المسجد لأداء الصلاة.

العيدية.. فرحة الصغار والكبار

بعد العودة من صلاة العيد، يجتمع الأبناء حول آبائهم لتلقي العيدية، التي كانت في الماضي لا تتجاوز ريالين إلى خمسة ريالات، لكنها اليوم قد تتجاوز 500 ريال، كما يستقبل كبير العائلة أقاربه وأفراد عشيرته في المجلس، حيث يتم تبادل التهاني وتقديم القهوة العربية والفاكهة، بينما تحضر وليمة الغداء التي تضم جميع أفراد العائلة رجالًا ونساءً وأطفالًا.

العيد في عيون المرأة القطرية

تتألق المرأة القطرية في العيد بعباءات فاخرة وفضفاضة، حيث يتميز عباءة الرفع الحريرية بتصميمها الراقي والمطرز بالخرز والشيلة الخفيفة المزينة بالنقوش الدقيقة، كما تحرص النساء على وضع الحناء وتجهيز الحلويات المنزلية مثل الكعك والبسكويت والغريبة والبيتي فور، التي تُعتبر جزءًا أساسيًا من أجواء العيد.

الوجهات العائلية.. مهرجانات وعروض ساحرة

تمثل العيد فرصة للنساء للخروج مع أطفالهن إلى الحدائق العامة، مراكز التسوق، سوق واقف التراثي، والحي الثقافي “كتارا”، حيث تنظم فعاليات ترفيهية مميزة، كما تحرص العديد من النساء على أداء صلاة العيد في المساجد الكبرى أو المصليات التي توفر أماكن خاصة لهن.

إجازة العيد.. 11 يومًا من الاحتفالات

احتفاءً بعيد الفطر، تحصل المؤسسات الحكومية والقطاع العام على إجازة لمدة 11 يومًا، ما يتيح للجميع فرصة الاستمتاع بالأمسيات الاحتفالية، خصوصًا في سوق واقف، حيث يزداد الإقبال مع اعتدال الطقس الليلي، كما أعدت المراكز التجارية عروضًا ترفيهية وعروض تسوق مميزة خلال العيد.

عروض ترفيهية وعيديات للصغار

يتميز الحي الثقافي “كتارا” ببرنامج احتفالي متنوع، يضم:

  • عروضًا موسيقية في ساحة الحكمة، بمشاركة معهد تدريب الشرطة بعروض على كورنيش كتارا.
  • عيدية “كتارا” للأطفال، والتي توزع على مدى ثلاثة أيام العيد.
  • مسرحية “عالم 2030″، من تأليف مها حيدر وإخراج حنان صادق.
  • الألعاب النارية في أول وثاني أيام العيد، التي باتت فقرة رئيسية في احتفالات كتارا.
  • “مشيرب قلب الدوحة”.. احتفال مميز في أجواء عصرية

كما تحتفل مشيرب قلب الدوحة بالعيد عبر سلسلة فعاليات ترفيهية، تبدأ من استقبال الزوار بالورود، مرورًا بعروض عازفي الكمان والبيانو والسكسفون، وصولًا إلى عروض السكة الفنية الجوالة التي تقدمها قطر للسياحة، حيث يتجول فنانون يرتدون أزياءً زاهية لتقديم عروض خفة وألعاب تفاعلية ورقصات شعبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى