قبائل و عائلات

قبيلة الدينكا..أغرب قبائل جنوب السودان

أحمد كمال ابراهيم

 

السودان بلدة الأساطير والحكايات، حيث النيل يمثل الخلود، ويشكل عجينة الحياة والجمال .

 

وتعد قبيلة الدينكا من قبائل جنوب السودان ؛ وتنتشر في المنطقة الواقعة بين بحر الغزال،وولاية جونقلي ومناطق من ولاية جنوب كردفان وولاية أعالي النيل.

 

وحيث النيل تكثر المراعى فرأيناهم يشتغلون بالزراعة ورعى الأغنام والماعز والماشية، كما تكثر تربية الأبقار التى تتغذى على المراعى الممتدة الشاسعة ، كما يزرعون الخضروات والحبوب، والتبغ ( الدخان ).

 

عادات وتقاليد قبيلة الدينكا :

 

تعد قبيلة الدينكا من القبائل شديدة الحفاظ على عاداتها وتقاليدها وممارساتها الدينية حيث يمتلكون القواعد العرفية الصارمة، ويطبقونها بإحترام لأنها تمثل هويتهم القومية كذلك . .

 

قوانين النسب عند الدينكا :

 

تتغاير قوانين النسب عند قبيلة الدينكا لتشكل خصوصية شديدة الوعورة، بل والغرابة، فعندنا الإبن هو من يرث والده، لأنهم من صلبه، لكن – هنا – الأمر يختلف – إذ أن الأطفال الذين يولدون عن طريق زوجات الرجل فإنهم يصبحون ملكية لذلك الرجل بغض النظر عن والدهم الطبيعى ، وكل الأطفال الذين يتم ولادتهم عن طريق بنات الرجل فإنهم ملكية لذلك الرجل بغض النظر عن والدهم الطبيعى ، ثم كل الأطفال الذين يتم ولادتهم عن طريق أرامل الرجل فإنهم يكونون أولاده ؛ويصبحون ملكية لورثته .

 

 

 

الزواج عند الدينكا :

 

الزواج في قبيلة الدينكا يعنى امتلاك المرأة ، حيث يقوم الرجل بدفع مهر لوالد الفتاة ليشتريها منه لتصبح في حوزته وملكيته هى ومن تلد من الأطفال، فيتم دفع العديد من البقر يتم الإتفاق على عددها مع والد الفتاة ليأخذها الخطيب بعد ذلك كملكية خاصة، وليس للأب عليها أى ولاية بعد ذلك .

 

 

 

كما يقرر مجلس العائلة عدد الأبقار والمقدم والمؤخر منها، ووقت دفع المهر، وهم لا يتزوجون من الأقارب , بل يتخيرون الأسر البعيدة حفاظاً علي قيم وتقاليد القبيلة ، وفى الغالب يتم دفع حوالى خمسة عشر بقرة, وخمسة ثيران توزع علي والد الفتاة ووالدتها.

 

 

 

كما قد تهدي واحدة للخال, وواحدة للأم , وكذلك أقارب الأب , كما ترد بعضها لأهل العريس ، وفي حالة عدم اكتمال عدد الابقار االمتفق عليها، يظل أطفاله من مسؤوليات أشقاء العروس الذين يتولون تربية أطفاله.

 

منزل الزوجية :

 

يقوم الخطيب ببناء وتجهيز المنزل وهو عبارة عن من كوخ للسكن وآخر للطعام, وتقوم والدة العروس بدور كبير في الإعداد والترتيب لتزويج ابنتها ؛فهي تجمع ما تستطيع من الخرز, وتصنع الفراء المطرز الحواشى بالودع. وهنالك عادة ما زالت تمارس إلي يومنا هذا وهي : اعداد كأس لبن ليشرب منه الثعبان الأليف الذي يسكن معهم كما تسكن القطط في المنازل .

 

مواصفات جمال العروس عند القبيلة :

 

اعتاد الدينكا وجود عدة مواصفات للعروس حيث يتم اختيار الطويلة، ذات الأسنان البيضاء، وعندئذ يزداد مهرها لجمالها، ومناسبتها للمقاييس الموضوعة ، كما ان ثراء الأسرة مرتبط كذلك بكثرة عدد الأبقار ، كما ان الفتاة المتعلمة – الآن – يكةن مهرها أكثر عدداً من الأبقار من غيرها الغير متعلمة كذلك .

 

الطلاق لدى القبيلة :

 

معلوم أن قبيلة الدينكا يتعدد فيها الزواج للرجل، دون مشروطية، ودون اعتراض من المرأة المتزوجة منه، كما ان الطلاق مشروع ، ويسمى عندئذ ” كسر الزواج ” أى اعادة الأبقار للزوج لكى يحررها من ملكيته وحوزته، كما يتم اعادة كل الأبقار التى ولدتها تلك الأبقار أثناء فترة الزواج، أى تعود الأبقار وما انجبت إلى الزوج ، وحينها تنتقل ملكية الفتاة وما ولدت الى والدها .

 

 

 

ومن الممكن أن يتم ابقاء جزء من تلك الأبقاربالإتفاق مع مع والد الفتاة وذلك مقابل أن يحتفظ الزوج بطفل أو أكثر تحت سيطرته وملكيته . أما إذا توفيت الزوجة خلال أول عامين لها من الزواج أثناء الولادة ،أو أنها فشلت أن تحمل وتلد ،فإن الزوج بالاتفاق مع والدها يقوم بأخذها، واعادتها إلى داره، ثم يحل محلها احدى بناته كزوجة لهذا الرجل .

 

أو أن يقوم الأب بإرجاع جزء من الأبقار التى حصل عليها كمهر لإبنته ، وأن يساعد ذلك الرجل فى الحصول على زوجة أخرى .

 

أما أذا توفيت الزوجة بعد ما قامت بولادة طفل وهو على قيد الحياة فإنه لا يوجد أى مطالبة بإرجاع تلك الأبقار التى حصلت عليها أو التعويض عنها ؛ ويعد ذلك قانوناً متفق عليه بين أفراد القبيلة، وضمن عاداتهم وتقاليدهم كذلك .

 

 

 

قانون الأرامل عند الدينكا :

 

يبدو ان المرأة في هذه القبيلة عبارة عن سلعة تباع وتشترى، ويتم تمليكها للزوج، وهذه من الأمور المدهشة حقاً ، ولكنه عرف قبلى تواضعوا عليه ، ولا يمكن تعديه، حيث إن مصطلح أرملة عند الدينكا لا يطلق فقط على المرأة التى مات زوجها – فحسب – ولكن يطلق كذلك على تلك المرأة التى يتم شراؤها عن طريق بناته لكى تلد أطفالاً يحملون اسمه ؛ لذا فهى يطلق عليها أرملة .

 

الأرملة تبتضع من اخوة الزوج وأبناء عمومته :

 

 

 

ومن واجبات الأرملة أن تقوم بزيادة عدد الاطفال الذين يحملون اسم زوجها المتوفى وذلك من خلال اقامة علاقات مع إخوته أو أقاربه من الذكور, ولكن إذا كانت قد وصلت الى مرحلة عمرية لا يمكنها أن تحمل من خلالها فإنها تتحكم بملكيته ؛وتقوم بشراء أحد الفتيات وتزوجها بحيث يكون الأطفال الذين يتم ولادتهم من يحملون اسم ذلك الزوج المتوفى ؛بغض النظر عن تلك المدة المنقضية منذ وفاته ؛وأيضاً بغض النظر عن والدهم الطبيعى .

 

إنها حياة غريبة يعيشها هؤلاء، تشبه الأساطير، ولا تخضع إلا لعرف وتقاليد القبيلة ؛ والتي هلى بمثابة العقد الإجتماعى المتعارف عليه؛ كما ان العصبية ؛ والتعصب للعرق والأصل هى سمة تميز هذه القبيلة ليفاخروا بنسبهم؛ لذا هم يتزوجوا من غير الأقارب كى تتم تلك المفاخرات، ومن كان عدد أولاده أكثر فإنه يتباهى بذلك، وإن أنجبتهم الأرملة من غيره من اخوته، او من أقاربه، فيغدون يحملون اسمه؛ وإن لم يكونوا من صلبه كذلك .

 

 

 

إنها قبيلة الدينكا التى تقع في جنوب السودان؛ والتي تعيش مجتمع الريف السودانى حيث الزراعة هى مصدر الرزق الأول؛ وحيث أشجار التبغ هى مصدر ثروتهم ؛ إلى جانب تربية المواشى والأبقار .

 

ويظل النهر يجرى، ولكن القبيلة لازالت تحافظ على عاداتها الغريبة رغم التمديم الذى جاء على السودان بعد حقبة الإحتلال البريطانى البغيض بعد الحرب العالمية الثانية .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى