قبائل و عائلات

قبيلة المساعيد.. أسياد الرمال..قدموا من مكة واستوطنوا العريش في شمال سيناء مطلع القرن الحادي عشر

قبيلة المساعيد.. أسياد الرمال

 

قدموا من مكة واستوطنوا العريش فى شمال سيناء مطلع القرن الحادى عشر

 

ينتشرون في مختلف أنحاء الجمهورية وأشهرهم مساعيد شمال غرب سيناء والشرقية والقليوبية والقاهرة والجيزة والإسماعيلية

 

الباحث إسلام توفيق: «المساعيد من العدنانيين وسلالتهم تنتمي إلى سلالة البحر الأبيض المتوسط»

 

اسطورة تدعي أن الإبل تتوقف عن قصع الجِرة عند مرور المسعودي الأصيل وسطها

 

كرمهم الرئيس السادات عن بطولاتهم في حربي الاستنزاف وأكتوبر

 

حاتم عبدالهادى السيد

 

دلت الآثار التي خَلَّفها الفراعنة في سيناء أن سكان سيناء كانوا منذ بدء التاريخ من أصل سامي كسكان سوريا وكانوا يتكلمون لغة غير لغة المصريين، وقد عرفوا في الآثار المصرية باسم «هيروشاتيو» أي أسياد الرمال، وعرف سكان بلاد الطور خاصة باسم «مونيتو»، كما عرفوا في التوراة عند مرور بني إسرائيل في الجزيرة بالعمالقة، وفي هذا يقول نعوم شقير: «ورأيت في درج في دير سيناء أن سكان الجزيرة في عهد يوستينيانوس في أوائل القرن السادس للمسيح هم الأعراب بنو إسماعيل وبنى يوستينيانوس المذكور ديراً لرهبان طور سيناء وكان أن بعث إليها بحامية من أروام ومصريين عرفوا بالجبالية نسبة إلى جبل الطور ومازالوا يسكنوا ضواحي الجبل الى اليوم ثم ظهر الإسلام في جزيرة العرب في أوائل القرن السابع للمسيح وفتح العرب المسلمون جزيرة سيناء فتغلبوا على أهلها الأصليين وسكنوها إلى هذا العهد» .

 

وتعتبر قبيلة المساعيد من بين أشهر وأعرق قبائل الديار المصرية، وهم ينتشرون في مختلف أنحاء الديار المصرية ومنهم قبيلة المساعيد في شمال غرب سيناء والشرقية والقليوبية والقاهرة والجيزة والإسماعيلية وغيرها ومنهم قبيلة الأحيوات في سيناء وغيرها وكذلك أولاد سيف في جنوبي سيناء واللفيتات في شمال شرق سيناء وفي هذه المقالة بيان نسب قبيلة المساعيد .

يقول رواة قبيلة المساعيد في الديار المصرية إن القبيلة هاجرت من بلادها الأصلية في بلاد مكّة المكرّمة في جنوبي الحجاز ومن هذه الديار وادي الليث في اليمن وهو من أودية منطقة جنوبي مكّة وكان ما يقع جنوب مكّة يعدّ من اليمن ويوافقهم في هذا رواة قبيلة المساعيد في شمالي الحجاز وفلسطين وكذلك رواة قبيلة الأحيوات في الأردن ومصر قال الرحالة الفنلندي جورج أوغست فالن في رحلته إلى شمالي الحجاز في فبراير عام 1848م في ذكر مساعيد البدع: «هناك قبيلة صغيرة تدعى المساعيد لا تمت للحويطات تقول إنها نزحت في البدء من وادي ليف في اليمن» ؛ وهذا ماقال به المؤرخ الأردنى راشد الإحيوى المسعودى في كتابه عن قبيلة المساعيد.

 

ولقد ذكر الباحث إسلام توفيق بأن المساعيد هم أقوى قبائل سيناء بعد السواركة، وتمتد أراضيهم من بالوظة شرقاً حتى القنطرة غرباً، وقال الأستاذان السيد علي محمد محسن ويوسف مصطفى حرارة في دراستهما عن مستقبل التجمعات السكانية شرق القناة عام 1994 م : «ينتسب المساعيد سلالياً إلى الجانب العدناني»، وقالا «المساعيد من العدنانيين وسلالتهم تنتمي إلى سلالة البحر الأبيض المتوسط».

 

ولقد أورد الباحث محمد أبو سمور ــ رحمه الله ــ فى كتابه (بلدى والأيام) نبذة عن المساعيد فقال «المساعيد قد استوطنوا بلاد العريش فى شمال سيناء فى مطلع القرن الحادى عشر، ومن ديارهم وادى العريش والزعقة»، ولقد أورد حديثه هذا ضمن كلامه عن هجرة قبيلة السواركة إلى سيناء قادمين من منطقة سوق مازن بغزة يقول: «فخرجوا – أى قبيلة السواركة – مرة ثالثة إلى وادى العريش حيث قبيلة المساعيد التى استضافتهم، وأثناء تناولهم الطعام سألوا مضيفهم: «ألا يوجد ماء نعتاش عليه، ونسقى منه ماشيتنا، فأسر لهم أن هناك بئراً اسمها «الزعقة» لكنه لا يستطيع أن يسقى منه فرسه إلا وهو على عجل، لأن هناك قوماً من الأمارة حوالى ثمانية خيالة يمنعونه من الماء، ورداً للمعروف طرد السواركة هؤلاء الخيالة عن الماء واستمروا فى مطاردتهم لهم حتى غزة وهؤلاء الأمارة – كما يذكر محمد أبو سمور – نسبة إلى الأمراء من قبيلة المساعيد .

 

كما ذكر العقيد بحرى إسلام توفيق، والباحث العسكرى عبده مباشر تجمعات قبيلة المساعيد الرئيسية فى سيناء بالقول: «تقع تجمعات المساعيد الرئيسية فى سيناء فى جبل المغارة، الجفجافة، سر الحقيب (الأحيقبة)، عين سدر، جبل بضيع، بئر التمد، نخل، جبل أم خشيب، جبل الجدى، جبل سحابة (غرب جبل أم لاطية)، وجنوب جبل حماير، جبل العرف، الكنتلة، ورأس النقب، كما تنتشر في أغلب الديار والمحافظات المصرية، ولقد اشتهر المساعيد بأنهم قضاة العرف، بل أن القضاء ينسب إليهم فيقال : القضاء المسعودى نسبة إلى قبيلة المساعيد» .

وقبيلة المساعيد (خمسة أرباع كبار)، كما روى ذلك الشيخ سعيد سالم حسين عقيل المسعودي شيخ قبيلة المساعيد بجلبانة التابعة لمركز ومدينة القنطرة شرق والتابعة لمدينة الإسماعيلية، لـ «صوت القبائل» وبحضور الحاج حسين سالم حسين عقيل المسعودي، والحاج سليمان سالم حسين المسعودي، والقاضى العرفى الحاج حسين عمرو سلامة المسعودي، والشيخ عمرو سالم حسن المسعودي، والقاضى العرفى الحاج عقيل سالمان حسين المسعودي ، ثم تأكيد ذلك بكلام القاضى العرفى رجل الصلاح والتقوي الشيخ القاضى محمد عيد عيادة الشهير بالبريدى المسعودي وكلهم من كبار قضاه ومشايخ وعواقل قبيلة المساعيد بجلبانة ، فقال الشيخ سعيد سالم حسين عقيل المسعودي شيخ المساعيد: «انقسم المساعيد إلى أرباع خمسة هى :ـ(ربع الأمراء ـ ربع الدغيمات ــ ربع الرواشدةـ ربع المرابدة ـ ربع العواهير).

 

ولقد ذكر بأنهم عاصروا المشايخ الكبار على مستوى الأرباع، حيث أن المساعيد هناك سلالة: شيخ من شيخ من شيخ، وممن ذكرهم من كبار الأرباع: الحاج سلامة أبو عميرة المسعودي، وهو من مشاهير الرجال فى القضاء العرفى من ربع الأمراء، كذلك الشيخ منصور سليمان أبو عياد المسعودي من كبار ربع الدغيمات والشيخ حمدان نجم المسعودي من الشوافين الدغيمات أيضاً، كذلك من عاصروهم من ربع المرابدة الحاج عيد البريدى المسعودي رجل التقوى البارز والقاضى العرفى الأكبر عن ربع المرابدة، كذلك الشيخ حسن أبو راشد المسعودي شيخ قبيلة المساعيد من ربع المرابدة أيضاً ، كما عاصر هؤلاء الحاج سعيد أبو سلامة أبو صبيح المسعودي قائدة مسيرة ربع العواهير ــ كما يطلقون عليه ــ والحاج سلامة أبو سعيد المسعودي ابنه أيضاً ، كذلك عاصر هؤلاء الحاج المؤرخ ( الحافظ للنسب ).

 

كما يذكرون الشيخ صقر سالم عليان المسعودي كبير ربع الرواشدة، والحاج عبدالله أبو حمدى المسعودي من كبار الرواشدة؛ والحاج حسين أبو غنام المسعودي ــ أطال الله فى عمره الآن، وكل هؤلاء قد حفظوا عن السابقين من أجدادهم المساعيد وهم كبار رجال المساعيد، وفى هذا توثيق لروايتهم ــ أبلغ توثيق ــ واجماع منهم على صحة ما يرويه الشيخ سعيد سالم حسين عقيل المسعودي، شيخ المساعيد حاليا.

 

وسنفصل ــ هنا ــ أقسام وفروع قبيلة المساعيد فى الديار المصرية .

* القضاء المسعودي*

اشتهر المساعيد أينما وجدوا سواء في شمالي الحجاز أو في الديار المصرية بقضائهم الحكيم الصارم ومن اختصاصاتهم القضائية..

ــ المنشد 

وعرفه نعوم شقير بأنه: «المنشد ويعرف بالمسعودي لأن أهم قضاته من قبيلة المساعيد التابعة لمدينة العريش وهو يحكم في المسائل الشخصية الخطيرة:ــ كقطع البيوت، والتسويد، ومس الشرف، والإهانة الشخصية “وغيرها.

ومن أبرز كبار المساعيد الحاج على فريج راشد، الحاج محمدعيد البريدى، الحاج صالح محمد عيد البريدى، ومن كباره في الأردن السيد راشد الإحيوى الباحث، الشيخ مشهور الضامن، الحاج سليمان فريج راشد ، الحاج على سليمان الإحيوى شاعر الرميلات، الشيخ عودة المسعودى القاضى العرفى في قرية جلبانة بمحافظة شمال سيناء، والحاج محمد السحب المسعودى في المملكة العربية السعودية .

وثمة أسطورة تراثية معروفة لدى قبائل المساعيد في مختلف أقطارهم في شمالي الحجاز وجنوبي الأردن وفلسطين وشمال غرب سيناء ووسط سيناء والشرقية وغيرها من أنحاء الديار المصرية ومضمون هذه الأسطورة أن الإبل تتوقف عن قصع الجرة ــ بكسر الجيم ــ إذا دخل في وسطها رجل مسعودي ــ ردّ في ترديد ــ أي أن أمهاته مسعوديّات ويذكرون أن المسعودي الصافي الذي لم يختلط دمه من جهة أمهاته إذا مر في وسط الإبل فإنها تتوقف عن قصع الجِرة وليس ذلك إلا للمسعودي ويكاد المنكر لذلك يتهم بتكذيب الحقائق المعروفة لديهم وقد سمعت هذا منذ زمن بعيد من كثير من رجالاتهم في مختلف أنحاء ديارهم فقد سمعتها من أمراء المساعيد وسمعتها من الأحيوات ومن مساعيد البدع في شمالي الحجاز ومساعيد الديار المصرية ويروون بشأن ذلك بعض القصص وهو أمر مشتهر عنهم عند غيرهم من العربان المجاورين.

 

ولقد ساعد المساعيد القوات المسلحة المصرية في منظمة سيناء العربية، وفى حرب الاستنزاف، وحرب السادس من أكتوبر، وظهر منهم أبطال كثيرون، وقد كرمهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأنواط الامتياز من الطبقة الأولى والثانية، كما حصل كثير منهم على قلادة النيل، ولا زال المساعيد، والقضاء المسعودى الذى أشتهروا به في خدمة القيادة المصرية، فتحية حب لقبيلة المساعيد، ورجالها الأوفياء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى