احتفال الحية بيه في البحرين تراث طفولي يغني على شاطئ البحر

تتنوع الاحتفالات الشعبية والتراثية المخصصة للأطفال في البحرين، ومن أبرزها القرقاعون، والينون، واحتفال الحية بيه.
ما هو احتفال الحية بيه في البحرين
يحمل كل احتفال منها طابعًا خاصًا مرتبطًا بالتراث البحريني الأصيل، لكن الحية بيه تحديدًا تتفرد بعناصرها الرمزية وروحها الجماعية التي تشعل بهجة الصغار في يوم عرفة.
يُقام احتفال الحية بيه في وقفة عرفة، أي في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة حسب التقويم الهجري، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات من غروب الشمس حتى بزوغ الفجر.
قبل هذا اليوم بأسبوع، يبدأ الأطفال في الاستعداد للاحتفال، حيث يقومون بزراعة نباتات صغيرة في أوانٍ خاصة، ويراقبونها وهي تنمو وتخضر يومًا بعد يوم، انتظارًا للحظة التي سيحملون فيها تلك النباتات نحو البحر.
حين يأتي اليوم المنتظر، يرتدي الأطفال ملابسهم التقليدية، ويذهبون جماعات إلى شاطئ البحر.
يبدأون في ترديد الأغنية الشعبية الشهيرة التي يقولون فيها، حية بيه راحت حية ويات بيه على درب الحنينية، وهي منطقة معروفة بينابيع المياه العذبة في البحرين.
تتكرر كلمات الأغنية مع وقع الخطى والحماس، ثم يرمون تلك النباتات التي زرعوها في البحر، وكأنهم يقدّمون رمزًا للحياة والنماء والعطاء في مشهد احتفالي بهيج.
تميز هذا الاحتفال الشعبي بطابعه التراثي البحريني الأصيل، حيث ترتدي الفتيات الثوب التقليدي المزين بخيوط الزري المعروف باسم البخنق، فيما يلبس الأولاد الزي التقليدي البحريني الكامل، ليبدو المشهد وكأنه لوحة تراثية متكاملة على شاطئ الوطن.
يعبر الأطفال من خلال هذه العادة عن سعادتهم وارتباطهم بالماضي، ويؤكدون تمسكهم بعادات الأجداد التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية.
احتفال الحية بيه لم يتوقف رغم تعاقب الأجيال، بل ظل حاضرًا بقوة، بفضل تمسك البحرينيين به واهتمام المؤسسات والجمعيات الثقافية بهذا التقليد الجميل.
أصبح هذا الاحتفال جزءًا أساسيًا من فعاليات عيد الأضحى المبارك، يشارك فيه الأطفال والكبار على حد سواء، ليؤكدوا من خلاله أن التراث ليس مجرد ذكرى، بل حياة تتجدد كل عام على ضفاف البحر.