الثأر المشتعل: قصة الملك نمر وإسماعيل باشا في شندي

في أوائل القرن التاسع عشر، قاد محمد علي باشا حملات عسكرية لضم السودان إلى مصر، هدفه كان بناء إمبراطورية قوية وتجنيد السودانيين في جيش حديث تولى إسماعيل باشا، نجل محمد علي، قيادة هذه الحملات، كما تقدم بجيشه عبر القرى والقبائل السودانية، التي أعلنت ولاءها له واحدة تلو الأخرى، لكن الأمور لم تسر كما خطط عندما وصل إلى شندي.
قصة الملك نمر وإسماعيل باشا في شندي
في شندي، وقفت قبيلة الجعليين بقيادة زعيمهم الملك نمر موقفًا صلبًا، رفضوا الخضوع للسلطة المصرية، وغضبوا من تجاوزات الجنود الأرناؤوط، لم يقفوا عند الرفض، بل ثاروا واستعادوا الأرقاء السودانيين من الجيش المصري، وعادوا بهم إلى ديارهم منتصرين.
عندما علم إسماعيل باشا، غضب بشدة، كما جمع قواته وسار إلى شندي، واجه الملك نمر أمام قبيلته، وبخه وأهانه، وفرض عليه غرامة ألف أوقية ذهب، وتسليم خمسة آلاف عبد، حاول الملك نمر مقاومة الأوامر، لكنه اضطر للخضوع تحت ضغط الجيش، كما ثم دعا إسماعيل وحاشيته إلى وليمة في قصره، كأنها علامة استسلام.
لكن الملك نمر كان يخطط للانتقام أثناء الوليمة، أمر جنوده بجمع الحطب والتبن حول القصر، بينما كان إسماعيل ورفاقه يأكلون، أشعل الجعليون النار في الحطب، تحول القصر إلى جحيم، وحوصر إسماعيل ورجاله بين النيران والسهام، لقي الجميع حتفهم، بينما كان الجيش المصري بعيدًا عن مكان الحادث.
عندما وصل خبر المذبحة إلى محمد علي، أرسل صهره محمد بك الدفتردار في حملة انتقامية، لكن الملك نمر هرب إلى الحبشة، حيث عاش حتى وفاته أما الدفتردار، فانتقم من قبيلة شندي بقسوة، حتى أمر محمد علي بإنهاء الحملة عام 1824، منهيًا الحكم العسكري في المنطقة.



