معبد كلابشة في أسوان: كنز نوبي على ضفاف بحيرة ناصر
أسماء صبحي – على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، وعلى بعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب مدينة أسوان يقف معبد كلابشة شامخًا وسط الصحراء النوبية. شاهدًا على تمازج الحضارتين المصرية والرومانية. ويعد هذا المعبد من أكبر وأهم المعابد النوبية التي أنشئت في العهد الروماني. وقد بني في الأصل في موقع “كلابشة القديمة” قبل أن يتم نقله في ستينيات القرن الماضي إلى موقعه الحالي. لإنقاذه من الغرق بعد إنشاء السد العالي.
تاريخ معبد كلابشة
بني المعبد في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس (27 ق.م – 14 م)، فوق أنقاض معبد أقدم يعود لعصر البطالمة. وأهدي المعبد للإله ماندوليس، أحد الآلهة النوبية المحلية المرتبطة بالشمس. وكان يحظى بمكانة مميزة في جنوب مصر.
ويعد المعبد مثالًا نادرًا على الطراز المعماري المصري القديم الذي استمر استخدامه حتى العصور الرومانية. كما يضم نقوشًا هيروغليفية وكتابات يونانية وقبطية، ما يعكس التنوع الديني والثقافي في تلك الحقبة.
التصميم المعماري
يتكون المعبد من صرح ضخم يليه فناء مفتوح محاط بأعمدة مزخرفة ثم بهو أعمدة يتقدمه قدس الأقداس. والجدران الداخلية مزينة بمناظر تمثل الإمبراطور وهو يقدم القرابين للآلهة المصرية. وهو تقليد رمزي اعتمده الرومان لتثبيت شرعيتهم لدى المصريين.
ومن أبرز النقوش، مشاهد الإمبراطور وهو يصطاد أو يضرب أعداءه إلى جانب كتابات قبطية لاحقة. كما تشير إلى استخدام المعبد ككنيسة في العصر المسيحي المبكر.
عملية النقل والإنقاذ
مع بناء السد العالي في الستينيات، تعرض العديد من المعالم النوبية لخطر الغرق. وبالتعاون مع منظمة اليونسكو، نقل المعبد إلى موقعه الجديد حجرًا حجرًا عام 1970. وقد اعتبر المشروع إنجازًا هندسيًا وأثريًا عالميًا.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، إن معبد كلابشة يبرز أهمية الدور المصري في الحفاظ على التراث النوبي. وهو رمز للشراكة الدولية الناجحة بين مصر واليونسكو في إنقاذ آثار النوبة.
ورغم موقعه البعيد نسبيًا، يعد المعبد من المحطات الفريدة لعشاق السياحة الثقافية والمغامرة. ويدرج غالبًا ضمن رحلات البحيرة أو زيارات معبد أبو سمبل. كما أنه يستخدم حاليًا في عروض ثقافية لإبراز التراث النوبي وأهميته في التاريخ المصري.
