تاريخ ومزارات

مقبرة الأمير حرحور في أسوان: نافذة نادرة على العصر الانتقالي في مصر القديمة

أسماء صبحي – في منطقة الشيخ سعيد جنوبي أسوان، وعلى مقربة من مقابر النبلاء. تقع مقبرة الأمير حرحور، واحدة من أهم المقابر المكتشفة التي تنتمي إلى العصر الانتقالي بين الدولة الحديثة وبداية العصر المتأخر، وتحديدًا خلال الأسرة العشرين. وتعد هذه المقبرة من أبرز الشواهد على دور أمراء النوبة في الإدارة المصرية. كما تكشف النقوش والرسومات بداخلها عن شخصية قيادية جمعت بين القوة العسكرية والتقوى الدينية.

من هو الأمير حرحور؟

الأمير حرحور هو أحد القادة العسكريين والنبلاء الذين عاشوا في نهايات الدولة الحديثة. ويعتقد أنه كان حاكمًا لإقليم “واوات” النوبي والذي كان يقع جنوبي أسوان. وقد جمع حرحور بين عدة مناصب أبرزها “رئيس الجند في الجنوب” و”نائب الملك في النوبة”..وهو ما يعكس الدور الحساس الذي لعبه في حماية حدود مصر الجنوبية والإشراف على المناطق النوبية.

وتتميز المقبرة ببنائها في الصخر على الطراز النوبي المتأثر بالعمارة المصرية الرسمية. كما تتكون من مدخل يؤدي إلى صالة عرضية ذات أعمدة ثم حجرة داخلية محفورة في الجبل. وتغطي جدرانها نقوش بارزة وملونة تمثل حرحور وهو يقدم القرابين للآلهة خاصة الإله آمون رع، ما يدل على ولائه للمعتقدات الرسمية للدولة رغم أصوله النوبية.

وقد وجدت على الجدران نصوص هيروغليفية تذكر ألقابه وأصوله وتظهر مكانته البارزة في البلاط الملكي. إضافة إلى مشاهد جنائزية تظهر طقوس التحنيط والاستعداد للحياة الأبدية.

أهمية مقبرة الأمير حرحور

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير آثار أسوان والنوبة، إن مقبرة الأمير حرحور تعد من أهم الاكتشافات التي تؤرخ لفترة ضعف الحكم المركزي وصعود نفوذ قادة الأقاليم. كما تؤكد أن النوبة لم تكن هامشًا للحكم، بل مركزًا للسلطة والإدارة في لحظات حاسمة من التاريخ المصري.

وتوفر المقبرة فرصة نادرة لفهم العلاقة المعقدة بين مصر والنوبة. خاصة في الفترات التي ضعفت فيها قبضة السلطة المركزية في طيبة. كما تبرز المقبرة كيف استطاع بعض القادة النوبيين أن يتقلدوا مناصب رفيعة داخل الدولة المصرية. بل وأصبح بعض أحفادهم ملوكًا على مصر لاحقًا كما حدث مع الأسرة الخامسة والعشرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى