تحرى ليلة القدر.. كيف نبلغها في العشر الأواخر من رمضان؟
يتسابق المسلمون في شتى أنحاء العالم لتحري ليلة القدر خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، إذ تعد هذه الليلة الغالية أمنية كل قلب مشتاق، ومحط رحال كل محب لله تعالى، لما تحمله من أجر عظيم وفضل كبير، حيث إن العبادة فيها خير من ألف شهر، ويحرص كثير من المسلمين على تتبع شروق الشمس في صباحات الليالي الأخيرة من رمضان، لعلهم يجدون العلامات التي تدل على أنهم أدركوا تلك الليلة المباركة.
ليلة القدر.. أفضل ليالي رمضان التي ينتظرها المسلمون
تعتبر ليلة القدر أشهر الليالي المباركة المنتظرة في شهر رمضان، حيث يترقبها المسلمون بكل شغف، مستندين إلى الأحاديث الصحيحة التي أكدت وقوعها في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قولها، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وهو حديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم.
علامات ليلة القدر.. دلائل نورانية تضيء سماءها
وردت في الأحاديث النبوية الشريفة علامات واضحة تعين المسلم على تحري ليلة القدر، فقد روى الإمام مسلم حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، يبين أن من علامات تلك الليلة أن الشمس تشرق في صباحها بيضاء بلا شعاع، كما جاء في رواية الإمام أحمد وصف الشمس بأنها تكون كطست النحاس، أي لا شعاع لها، وهو أمر يمكن لأهل الصحراء ملاحظته بجلاء.
وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ليلة القدر بأنها “ليلة طلقة بلجة”، أي ليلة طيبة، لا حارة ولا باردة، وتملؤها نسائم هادئة، مؤكداً أن الشيطان لا يخرج فيها حتى يطلع فجرها.
هل ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان؟
يعتقد الكثير من الناس أن ليلة القدر تصادف ليلة السابع والعشرين من رمضان، وهو اعتقاد شائع، رغم أن الأحاديث النبوية وتفاسير العلماء لم تحدد ليلة بعينها، بل أكدت ضرورة تحريها في العشر الأواخر كلها، وقد تختلف الليلة من عام لآخر، ما يزيد المسلم شغفًا بالاجتهاد في العبادة طوال هذه الليالي المباركة دون اقتصارها على ليلة بعينها.
الدعاء في ليلة القدر.. مفتاح الأماني المستجابة
لما كان الدعاء في ليلة القدر مستجابًا، يحرص المسلمون على الإكثار من الصلاة والدعاء والتقرب إلى الله عز وجل طوال تلك الليالي، سائلين المولى تحقيق الأمنيات وغفران الذنوب، وتوقظ الأسر أفرادها ليشارك الجميع، كبارًا وصغارًا، في قيام الليل وإحياء هذه الليلة العظيمة التي لا تضاهيها ليلة في العام كله.
