تاريخ ومزارات

القاهرة.. حكاية مدينة نشأت من رمال الصحراء لتصبح جوهرة الشرق

بعد انتصار الفاطميين على الإخشيديين، دخل القائد جوهر الصقلي مدينة الفسطاط في ليلة حاسمة، لكنه لم يتوقف هناك، كما واصل طريقه شمالًا إلى منطقة كانت تعرف بالمناخ، وهي أرض رملية شاسعة كانت تستخدم ملاذًا للقبائل وإبلها شرقها يطل جبل المقطم الشامخ، وغربها يمتد خليج أمير المؤمنين، وهو فرع من النيل كان يربط بين النهر والبحر الأحمر، بينما لم تكن تحتوي سوى عدد قليل من المباني المتواضعة.

تاريخ مدينة القاهرة

في السابع عشر من شعبان عام 358 هـ الموافق 6 يوليو 969 م، بدأ جوهر الصقلي تنفيذ مشروع جديد لمصر تحت راية الفاطميين.

وضع حجر الأساس لمدينة المنصورية شمال الفسطاط، وبنى قصرًا فخمًا عرف بالقصر الشرقي الكبير ليكون مقرًا لاستقبال المعز لدين الله، أول حكام الفاطميين في مصر، كما استمرت المدينة تحمل اسم المنصورية لمدة أربع سنوات، حتى جاء المعز وأطلق عليها اسمًا جديدًا، القاهرة، لتنطلق رحلتها كإحدى أهم مدن الشرق.

كما امتدت القاهرة على مساحة 340 فدانًا محاطة بسور مربع الشكل وخصص جوهر 70 فدانًا للقصر الكبير، و35 فدانًا للبستان الكافوري، ومثلها للميادين الواسعة، بينما تم توزيع المساحة المتبقية على الفرق العسكرية التي شيدت أحياءها السكنية، كما كان الهدف الرئيسي من إنشاء المدينة أمنيًا، إذ تم تصميمها كحصن منيع ضد تهديدات قرامطة البحرين، لهذا السبب أحاطها جوهر بسور ضخم من الطوب اللبن، وضمنها معسكرات الجنود، وقصر الخليفة، والمسجد الجامع الذي أصبح لاحقًا الأزهر الشريف.

تم حفر خندقًا عميقًا شمالها لتعزيز دفاعات المدينة، يغذيه خليج أمير المؤمنين، ليكون بمثابة حاجز طبيعي يعيق أي محاولة غزو، كما كان للقاهرة أبواب حصينة تعكس أهميتها الاستراتيجية، ففي الجنوب وجد باب زويلة ببوابتيه المتلاصقتين، وفي الشمال باب الفتوح وباب النصر اللذان يفصل بينهما مسافة كبيرة أما الجهة الشرقية، فقد ضمت ثلاثة أبواب هي باب البرقية، الباب الجديد، والباب المحروق، بينما شملت الجهة الغربية ثلاثة أبواب أخرى هي باب القنطرة، باب الفرج، وباب سعادة، إلى جانب باب الخوخة الغامض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى