المزيدحوارات و تقارير
أخر الأخبار

اللواء محمد عبد السلام المحجوب رجل الإستخبارات والتنمية

كتبت – شيماء طه – يُعد اللواء محمد عبد السلام المحجوب أحد الشخصيات البارزة في مصر، حيث تميز بمسيرة مهنية حافلة شملت العمل في المخابرات العامة المصرية، إضافة إلى أدواره الإدارية كوزير ومحافظ، مما جعله من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الإدارة المحلية والتنمية الحضرية.

النشأة والمسيرة العسكرية

وُلد عبد السلام المحجوب عام 1935 في مدينة محلة دمنة بمحافظة الدقهلية، وتخرج في الكلية الحربية المصرية عام 1955. التحق بالقوات المسلحة المصرية، حيث بدأ مسيرته العسكرية، ثم انتقل إلى جهاز المخابرات العامة المصرية، حيث تولى مهام حساسة في الأمن القومي.

برز دوره كأحد الضباط المسؤولين عن الجاسوس المصري الشهير جمعة الشوان، وكان له دور رئيسي في عمليات المخابرات ضد إسرائيل خلال فترات الصراع العربي-الإسرائيلي.

كما تولى منصب نائب رئيس المخابرات العامة بين عامي 1992 و1994، وشارك في التصدي لمحاولة إغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.

صائد الجواسيس الذي خدع الموساد في عقر دارهم

رجل المخابرات الذي تخرج من الكلية الحربية بدرجة بكالوريوس العلوم العسكرية عام ١٩٥٥ المحجوب، بطل عملية تدمير «الحفار» الإسرائيلي، حيث إنه خلال تلك الفترة كان يجند عددًا لا بأس من ضباط الشرطة الأوربيين.

هو من قام بتسهيل شحن المتفجرات الخاصة بعملية الحفار، عن طريق وضع الألغام والملابس والمعدات في حقائب، وتغطية تلك الألغام بمادة تمنع أي أجهزة من كشف ما بداخل الحقيبة، كما وضع أقلام التفجير داخل علبة أقلام أنيقة جدًا داخل جيب «الجاكيت».

اللواء محمد عبدالسلام المحجوب نجح في خداع «الموساد» في عقر داره اذ مكن الهوان من اجتياز جهاز كشف الكذب في قلب جهاز الموساد الإسرائيلي.

عبدالسلام المحجوب وضع خطة حصلت المخابرات على أسرع وأصغر جهاز لاسلكى لا يوجد منه سوى «4 أجهزة» في العالم كله – آنذاك – كان يستخدمه «الموساد» في التراسل، بالإضافة إلى الإمساك بخيوط مهمة مكنت المخابرات المصرية فيما بعد من ضبط وتفكيك العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية في مصر وبعض البلدان العربية.

عملية سرية

قاد اللواء عبدالسلام المحجوب العملية المخابراتية التي أخرجت الزعيم الفلسطينى الراحل «ياسر عرفات» من بيروت في الثمانينيات بعد أن حاصرتها إسرائيل بهدف اغتياله.

اللواء «المحجوب»، أو «الريس زكريا» على تخليص وتهريب العديد من أسر بعض المعارضين الليبيين، الذين كان يحتجزهم العقيد الليبى الراحل معمر القذافى كرهائن في طرابلس للضغط على معارضيه في القاهرة -إبان حكم الرئيس السادات- للعودة إلى ليبيا والتوقف عن مناهضة حكمه.

وبقيت تلك العملية محفورة في ذاكرة القذافي. فقد طلب -في إحدى زياراته لمصر بعد عدة سنوات- رؤية ضابط المخابرات الذي تمكن من تهريب أسر معارضيه. وكان وقتها «المحجوب» محافظًا للإسكندرية. وعندما قابله طلب منه أن يخبره عن الأسلوب المخابراتى الذي اتبعه لتخليص الرهائن وتهريبهم من ليبيا. لكنه اعتذر بلباقة عن عدم التحدث في هذا الموضوع
ترك بصمه عظيمة في قلوب الناس عندما تولي مسؤولية محافظة الإسكندرية. واكتسب حب وتقدير لم يصل إليه أحد من قبل في قلوب أهل الإسكندرية.

أعمال وبطولات لا نستطيع أن نحصيها لرجل من رجال مصر الابطال خير اجناد الأرض

دوره كمحافظ للإسماعيلية والإسكندرية

بعد مسيرته العسكرية، تولى منصب محافظ الإسماعيلية بين عامي 1994 و1997، حيث عمل على تحسين البنية التحتية للمدينة. ثم تم تعيينه محافظًا للإسكندرية في 1997، حيث ترك بصمة واضحة على المدينة من خلال عدة مشاريع تنموية بارزة. شملت:

تطوير كورنيش الإسكندرية وإعادة تأهيل المنشآت العامة.

تحسين شبكة الطرق والمواصلات، مما ساهم في تسهيل الحركة داخل المدينة.

إستقطاب الاستثمارات وتحويل الإسكندرية إلى مركز جذب اقتصادي.

ورغم هذه الإنجازات، تعرض لإنتقادات بسبب مشروع توسعة الكورنيش، إذ أُثيرت مخاوف حول تأثيره على بعض الشواطئ والآثار الغارقة.

وزير التنمية المحلية

في عام 2006، تم تعيينه وزيرًا للتنمية المحلية في حكومة الدكتور أحمد نظيف، حيث واصل جهوده في تطوير المحافظات المصرية. وعمل على تعزيز اللامركزية ودعم مشروعات التنمية في الأقاليم المختلفة.

 

وفاته

تُوفي اللواء محمد عبد السلام المحجوب في 31 يناير 2022 عن عمر ناهز 86 عامًا. بعد مسيرة حافلة بالإنجازات في مجالات الأمن القومي والإدارة المحلية.

يظل عبد السلام المحجوب شخصية بارزة في تاريخ مصر الحديث، حيث جمع بين العمل الاستخباراتي والإداري. وقدم نموذجًا لرجل الدولة الذي خدم وطنه بإخلاص في مختلف المناصب التي شغلها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى