المزيد

واحة تاحت الفرافرة.. أرض البقرة التي تحكي تاريخ مصر

دعاء رحيل

واحة تاحت الفرافرة هي واحة صغيرة بصحراء مصر الغربية، تقع على بعد 170 كم جنوب الواحات البحرية، وتبعد عن القاهرة 627 كم عبر طريق القاهرة الواحات الصحراوي. تعتبر هذه الواحة من أقدم المناطق التي عاش فيها الإنسان ما قبل التاريخ، وشهدت حضارات مختلفة من الفراعنة إلى الرومان إلى المسيحيين. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ وجغرافيا وسياحة واحة تاحت الفرافرة، وكيف تحافظ على تقاليدها وعاداتها الأصلية.

 التاريخ

يرجع تاريخ واحة تاحت الفرافرة إلى العصر الفرعوني. فقد ورد ذكرها في عدد من الوثائق المصرية القديمة خاصة منذ **الأسرة العاشرة** في **القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد**. كانت تسمى **”تا أحت”** أي **أرض البقرة**، وأطلق عليها المصريين القدماء هذا اللقب لكثرة المراعي والأبقار بها. في **العصور الرومانية**، كانت تاحت الفرافرة والواحات الداخلة والواحات البحرية هي **أرض الغلال** للإمبراطورية الرومانية. يوجد في وسط الواحة **بقايا قصر يسمى قصر الفرافرة** مشيّد بالطوب اللبن، و**قصر أبو منقار** وهو آثار بقايا أبنية ترجع إلى **العصر الروماني**. كما يوجد بضع **مقابر صخرية** خالية من **النقوش** و**بقايا معبد روماني** عند منطقة تدعى **”عين بس”**. في **العصور المسيحية**، كانت تاحت الفرافرة ملاذًا للمصريين المسيحيين الذين اضطهدهم **الرومان**، وفرو كثير منهم إلى هذه المنطقة، وتظهِّـر بصماتهم واضحة في مناطق **القس أبوسعيد** و**عين أبشواي** و**وادي حنس** وكلها أسماء مسيحية مصرية. في **العصر الحديث**، لاقت تاحت الفرافرة شهرة عالمية بعد أن كانت منعزلة عن العالم، حيث برزت أهمية الاستثمار في أرضها وموقعها وتاريخها ونوعية صخورها وأشكالها وجوها المشمس الدافئ وجبال الكريستال بهذه المنطقة والمحميات الطبيعية بها².

 الجغرافيا

وفي هذا الصدد قال عبد الرحمن الجغبوب من أهالي الفرافرة ، تعتبر تاحت الفرافرة قرية واحدة، وهي الأكثر عزلة من واحات الوادي الجديد، وتشتهر بتقاليدها وعاداتها القوية. يقع **الجزء الأقدم للقرية** على سفح تل بجانب بساتين نخيل محاطة بالنخيل، وتوجد على مسافة قريبة منها **ينابيع الكبريت الحارة** و**بحيرة المفيد**. كما يحيط بالواحة عدد من **العيون الطبيعية** وكثير من أشجار **النخيل** و**الزيتون**. كما يوجد بها **بئر تسمى “بئر ستة”** وتوجد على بعد ستة كيلومترات إلى الغرب من مدينة تاحت الفرافرة، وتبلغ درجة حرارة مائها 24 مئوية على مدار العام. تحِيط بهذه المنطقة **الصحراء البيضاء** ذات الشهرة العالمية، التي يقصدها السائحون من جميع أنحاء العالم، والتي أصبحت **محمية طبيعية** في **العام 2002م** .تبلغ مساحتها 3010 كم. لعهد قريب كانت **الطرق المؤدية للفرافرة سواء من واحة البحرية أو من الداخلة غير مرصوفة**، وكانت الرحلة إلى تاحت الفرافرة من أشد ما يتعرض له الباحثون من المستكشفون في مختلف فروع المعرفة سواء تاريخية أو جيولوجية أو نباتية. ولكن **الآن أصبحت ترَّبِط تاحت الفرافرة بالواحات الأخرى وبوادي النيل بواسطة شبكة جيدة من المواصلات البرية**.

السياحة

تعَّد تاحت الفرافرة من أجمل المناطق التي يمْكِن زيارتها في مصر، فهي تجمع بين الطبيعة الخلابة والتراث الثقافي والتاريخي. من أبرز المعالم السياحية في تاحت الفرافرة:

– **الصحراء البيضاء**: هي منطقة مليئة بالتكوينات الصخرية الغريبة والمذهلة، التي تشبه الفطر أو الحيوانات أو الأشكال المختلفة. تأخذ هذه الصخور لونًا أبيضًا ناصعًا بفعل تأثير الرياح والملح والأملاح. يمْكِن للزائرين التخييم في هذه المنطقة والاستمتاع بالسماء المرصعة بالنجوم والهدوء والجمال.
– **بحيرة المفيد**: هي بحيرة مالحة تقع على بعد 5 كم من قصر تاحت الفرافرة، وتتغير ألوانها باختلاف زوايا الشمس. تعَّد هذه البحيرة ملاذًا للطيور المهاجرة والنباتات المائية، وتشَكِّل منظرًا رائعًا يستحق التصوير.
– **قصر تاحت الفرافرة**: هو عبارة عن قلعة قديمة مبنية من الطوب اللبن، وتظهِّـر فيه عمارة تقليدية مصرية. يضم هذا القصر متحفًا صغيرًا يعرض بعض التحف والأدوات والأزياء التي تمَثِّل حياة أهل الواحة.
– **عيون الماء**: هي عبارة عن نبعات ماء طبيعية تنبثق من باطن الأرض، وتستَخْدَم للسقي والشرب والزراعة. توجد في تاحت الفرافرة عدة عيون ماء، منها **”عين شمنادى”** و**”عين جلاور”** و**”عين بس”**. بعض هذه العيون تحتوي على كبريت أو حديد، وتعَّد مفيدة للصحة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى