المزيد

“شعب جوف الأرض” ومركز الكون أساطير ومعارف المصريين القدماء”

كتبت شيماء طه

تزخر الحضارة المصرية القديمة بالأسرار والأساطير التي تتجاوز حدود الزمن، ومن أبرزها البرديات التي تشير إلى “شعب جوف الأرض” و”مركز الكون”. تكشف هذه النصوص عن معتقدات مذهلة لدى المصريين القدماء بشأن حضارات أسطورية يُعتقد أنها كانت تعيش في باطن الأرض، وعلاقاتهم المفترضة مع شعوب أخرى في أنحاء العالم، إلى جانب رؤيتهم الجغرافية لمركز الأرض.

شعب جوف الأرض: أسطورة أم حقيقة؟

بحسب البردية، آمن المصريون القدماء بوجود شعب يعيش داخل الأرض، أطلقوا عليه “شعب جوف الأرض”. كان يُعتقد أن هؤلاء السكان يتمتعون بحضارة متقدمة، وأنهم يمتلكون أسرارًا عظيمة عن الكون والطبيعة.

هذه الفكرة لم تكن مجرد خيال، بل كانت جزءًا من معتقداتهم الراسخة التي أثرت في نظرتهم للعالم.

وصفت البردية “شعب جوف الأرض” بأنهم يعيشون بين جبلين في مكان يُعتقد أنه يقع بالقرب من القطب الشمالي، مما يعزز فكرة أن المصريين القدماء قد تصوروا الأرض ككيان مترابط تتواصل أجزاؤه عبر بوابات خفية تربط القطبين الشمالي والجنوبي.

رحلات المصريين القدماء: السيطرة على العالم

تشير البردية إلى أن المصريين القدماء لم يكتفوا بالبقاء في وادي النيل، بل أرسلوا بعثات استكشافية إلى جميع أنحاء العالم. زعموا أنهم فرضوا نفوذهم على “أربع جهات الأرض”، في إشارة إلى أنهم تواصلوا مع حضارات بعيدة مثل روسيا والصين والهند والأمريكتين.

الأدلة التي تدعم هذا الادعاء تشمل التشابه اللافت بين الأهرامات المصرية والمعمار المميز لحضارات المايا والأزتك، إلى جانب آثار في أماكن مختلفة تُظهر تأثيرات مصرية. يُعتقد أن المصريين القدماء نشروا معرفتهم العلمية والثقافية، مثل فنون البناء والفلك، وأسهموا في تطور تلك الحضارات.

مركز الكون وبوابة القطبين

أحد أهم ما ورد في البردية هو الإشارة إلى القطب الشمالي كمركز للأرض.

وصف النص وجود “شعب بين جبلين” تم اكتشافه من قبل المصريين، حيث تتحدث البردية عن بوابة تربط بين القطب الشمالي والجنوبي. ورغم أن هذا يبدو أسطوريًا، إلا أنه يعكس تصورات المصريين عن الأرض ككيان حي متصل.

ربطت البردية بين هذه البوابات وقارة أنتاركتيكا، التي كانت تُعتبر منطقة محظورة. وعلى الرغم من صعوبة التحقق من صحة هذا الادعاء، فإن الاتفاق الدولي الموقع في عام 1950، الذي جعل القارة القطبية الجنوبية محمية طبيعية دولية، يشير إلى اهتمام خاص بتلك المناطق.

 

تأثير الحضارة المصرية على العالم

ما يجعل هذه النصوص مثيرة هو التأكيد على أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد حضارة منعزلة، بل كانوا قوة مؤثرة على مستوى عالمي. يمكن رؤية هذا التأثير في التشابه بين الرموز والأساليب المعمارية والفكرية بين مصر القديمة وحضارات مثل حضارة المايا في أمريكا الجنوبية، والصين القديمة، وحتى ثقافات الهنود الحمر.

رؤية المصريين القدماء للكون

كانت معتقدات المصريين القدماء متقدمة بشكل لافت، حيث دمجوا بين الأسطورة والعلم في تصورهم للكون. رؤيتهم عن شعب جوف الأرض وبوابات القطبين قد تكون انعكاسًا لتطلعاتهم لفهم ما وراء الطبيعة.

البرديات المصرية ليست فقط نصوصًا دينية أو أسطورية، بل هي دليل على عبقرية المصريين في دمج الميثولوجيا مع العلم.

تمثل البردية التي تتحدث عن “شعب جوف الأرض” و”مركز الكون” نافذة فريدة على عقول المصريين القدماء.

هذه النصوص تفتح المجال لتساؤلات عديدة حول طبيعة علاقتهم بالعالم الخارجي، وما إذا كانت هذه الأساطير تحمل في طياتها حقائق علمية لم يتم كشفها بعد.

بينما قد تبدو هذه الأفكار أسطورية، إلا أنها تعكس شغف المصريين القدماء بفهم الكون من حولهم، وحرصهم على ترك إرث فكري وثقافي يستمر في إثارة فضول الباحثين حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى