المزيد

جزر القمر.. كنز إفريقي بين المحيط والبركان

في قلب المحيط الهندي، بين مدغشقر وموزمبيق. تتألق جزر القمر كأرخبيل ساحر نشأ بفعل النشاط البركاني. مما منحها طبيعة خلابة وتضاريس مميزة. تمتد مساحة البلاد على 2170 كيلومتراً مربعاً، بشواطئ بطول 340 كيلومتراً. حيث ترتفع أعلى نقطة عند جبل كارتالا إلى 2360 متراً. فيما تلامس أدنى نقطة سطح المحيط.

تاريخ جزر القمر

كما تتكون جزر القمر من ثلاث جزر رئيسية، هي القمر الكبرى (نجازيجيا)، أنجوان (أنزواني)، وموهيلي (موالي)، إضافة إلى أربع مجالس بلدية، أبرزها العاصمة موروني. تجمع هذه الجزر بين الثقافات المتنوعة بفضل اللغات الرسمية الثلاث: القُمرية، العربية، والفرنسية، وتعكس تركيبتها السكانية خليطاً من الأعراق مثل الأنتالوثرا، كافري، ماكوا، أوماتساها، وسكالاف. يعيش في البلاد أكثر من 650 ألف نسمة، يشكل المسلمون السنة 98% منهم.

اسم جزر القمر مشتق من الكلمة العربية “القمر”، وقد شهدت تاريخاً طويلاً من التغيرات السياسية. في القرن التاسع عشر، وقعت تحت السيطرة الفرنسية، وظلت جزءاً من الإمبراطورية الفرنسية حتى أعلنت استقلالها من طرف واحد في 6 يوليو 1975. رغم ذلك، لا تزال جزيرة مايوت خاضعة للإدارة الفرنسية حتى اليوم.

يمتد أرخبيل جزر القمر عبر قناة موزمبيق، ويضم أربع جزر رئيسية، لكل منها طابعها الخاص. القمر الكبرى، وهي الأكبر، تمتد على 76 كيلومتراً طولاً و27 كيلومتراً عرضاً، وتشتهر بجبل كارتالا البركاني الذي لا يزال نشطاً. أما أنجوان، فتتميز بشكلها المثلثي وجبالها الشاهقة، حيث تصل أعلى قممها إلى 1575 متراً، وتحميها شعاب مرجانية ساحرة. في المقابل، تتمتع موهيلي بمساحتها الصغيرة وطبيعتها الهادئة، حيث تنتشر فيها الغابات الممطرة والمرتفعات التي تصل إلى 860 متراً. أما مايوت، فهي الأقدم جيولوجياً، تحيط بها شعاب مرجانية مكتملة النمو، ما يمنحها طابعاً سياحياً مميزاً.

مناخها

تمتاز جزر القمر بمناخ استوائي حار ورطب، حيث تنقسم السنة إلى فصلين رئيسيين: فصل ممطر يمتد من أكتوبر حتى أبريل، يكون خلاله الطقس شديد الرطوبة، ويشهد أعاصير مدمرة، وفصل جاف نسبياً يمتد لبقية العام. رغم تساقط الأمطار، إلا أن البلاد تعاني من نقص في مياه الشرب والري.

تعتمد جزر القمر على الزراعة وصيد الأسماك كمصادر رئيسية للدخل، فيما تمثل السياحة قطاعاً واعداً بفضل شواطئها البكر ومناظرها الطبيعية الفريدة. العملة المحلية هي الفرنك القمري، بينما تظل مستويات التعليم بحاجة إلى تطور، إذ تصل نسبة معرفة القراءة والكتابة إلى 56.5%، مع تفاوت ملحوظ بين الرجال (63.6%) والنساء (49.3%).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى