عيد الميلاد.. قصة ميلاد المسيح وهكذا استقبل الناس البشارة
أميرة جادو
يعد عيد الميلاد المسيحي، الذي يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس، ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة. ويحتفل هذا العيد بذكرى ميلاد يسوع المسيح، ويعتبر حدثًا بالغ الأهمية في التاريخ المسيحي. وفقًا لإنجيل الطفولة ليعقوب المنحول في القرن الثالث، تم ميلاد المسيح في منتصف الليل، وهو ما أكده البابا بيوس الحادي عشر في الكنيسة الكاثوليكية رسميًا عام 1921.
ميلاد المسيح في بيت لحم
بحسب موقع “الأنبا تكلا” الذي يعتبر من المصادر الموسوعية القبطية، يتم سرد قصة ميلاد المسيح وفقًا للإيمان المسيحي. ففي تلك الفترة كان الإمبراطور أغسطس قيصر هو حاكم الإمبراطورية الرومانية، وقد أمر بتعداد سكان الإمبراطورية، مما استدعى أن يسجل كل شخص اسمه في المدينة التي وُلد فيها. وقد شملت هذه الإمبراطورية أرض فلسطين.
سافر يوسف النجار مع مريم العذراء إلى بيت لحم لتسجيل اسمهما، وكانت مريم في حالة حمل. وعانى الثنائي من إرهاق السفر. حينما وصلا إلى المدينة، لم يتمكنا من العثور على مكان للإقامة بسبب الازدحام الشديد، ولم تجدا غرفة في أي فندق. ظلا يسألان أصحاب الفنادق حتى عرض عليهم صاحب أحد الفنادق الإقامة في مغارة مخصصة لحيواناته. ورغم الظروف الصعبة، لم يكن هناك خيار آخر فوافقا، خاصة بعدما شعرت مريم العذراء بآلام الولادة. وفي هذه المغارة، وُلد الطفل يسوع ووُضع في المذود.
ظهور الملاك والرعاة
في نفس الليلة التي وُلد فيها يسوع، ظهر ملاك الرب لرعاة كانوا يحرسون قطعانهم في المنطقة وأخبرهم عن ميلاد المسيح في المذود. ظهر مع الملاك العديد من الملائكة وهم يرنمون: “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة”. وبعد اختفاء الملاك، قام الرعاة بالبحث عن الطفل في بيت لحم حتى وجدوه في المذود. فركعوا أمامه في خشوع، وأخبروه مريم ويوسف بما قاله لهم الملاك.
ظهور النجم وهدية الحكماء
في الشرق، لاحظ بعض الحكماء ظهور نجم جديد في السماء، وهو دليل على ميلاد ملك عظيم. قرر هؤلاء الحكماء السفر إلى حيث يوجد هذا الملك ليقدموا له التبجيل. أثناء سفرهم، كان النجم يرشدهم في طريقهم حتى وصلوا إلى أورشليم. سألوا الملك هيرودس عن المولود الجديد، ملك اليهود، لكن هيرودس لم يكن على علم بذلك. فطلب منهم أن يعودوا إليه بعد إيجاد الطفل ليعلمه مكانه.
في الواقع، كان هيرودس يخطط لقتل الطفل ليحافظ على عرشه. واصل الحكماء بحثهم حتى وصلوا إلى المذود، حيث وجدوا الطفل يسوع وسجدوا له، وقدّموا له هدايا: ذهب، ولبان، ومر. وبعد ذلك، لم يخبروا هيرودس عن مكان الطفل خوفًا من أن يقتله.
فرار العائلة المقدسة إلى مصر
ظهَر الملاك في حلم ليوسف النجار وأخبره بخطة هيرودس لقتل الطفل، وأمره بالهرب إلى مصر. أخذ يوسف النجار مريم العذراء والطفل وسافروا إلى مصر. وعندما أمر هيرودس بقتل كل الأطفال حديثي الولادة، عاش الطفل يسوع مع عائلته في مصر لمدة سنتين. وبعد وفاة هيرودس، ظهر الملاك مرة أخرى في حلم ليوسف وأمره بالعودة إلى بلادهم. فقررت العائلة المقدسة العودة إلى أورشليم ومن ثم الانتقال إلى مدينة الناصرة حيث استقرت هناك.