معبد هابو بالأقصر.. تحفة فرعونية تتألق بجهود الترميم وتوجيهات القيادة
يحظى معبد مدينة هابو الشهير غربي الأقصر باهتمام كبير يعكس قيمته الأثرية والتاريخية، فهو أحد أبرز معابد ملايين السنين التي بناها الملك رمسيس الثالث لإقامة الطقوس الجنائزية وعبادة المعبود آمون. تأتي هذه الجهود بعد الزيارة الأخيرة للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي تابع أعمال الترميم بالمعبد برفقة عدد من المسؤولين، منهم الدكتور بهاء عبد الجابر مدير عام آثار البر الغربي، والدكتور أحمد عبد النظير مدير المعبد.
تاريخ معبد هابو بالأقصر
أكد رئيس الوزراء خلال زيارته، توفير جميع المتطلبات اللازمة لرفع كفاءة المعبد ليليق بمكانته التاريخية، مشدداً على دعمه الكامل لمشروعات ترميم المعابد الأثرية، ومنها معبد هابو، بهدف إنجاز هذه الأعمال في أقرب وقت.
كما تعد مدينة هابو من أبرز معالم مصر القديمة، تضم معبد رمسيس الثالث وقدس الأقداس وصالات الأساطين الثلاث. المدينة شيدت على مساحة 10 أفدنة بتصميم مستوحى من طراز المعابد السورية القديمة التي تعرف عليها الملك أثناء حروبه. يصل طولها إلى 400 متر وعرضها إلى 200 متر، وتحيط بها أسوار ضخمة يصل ارتفاع الخارجي منها إلى 17.7 متر. تزين جدران المعبد برسوم تحكي حروب رمسيس الثالث وحملاته العسكرية، ولا تزال ألوانها زاهية على الأعمدة والجدران رغم مرور آلاف السنين.
من جانبه، أوضح الدكتور بهاء عبد الجابر أن مشروع ترميم المعبد بدأ في مارس 2022 واستمر حتى مايو 2023 بأيدٍ مصرية شملت أكثر من 85 متخصصاً في الترميم. الترميم شمل إزالة الأتربة والتكلسات باستخدام مواد آمنة لإبراز الألوان الأصلية للنقوش وتقوية فواصل الجدران. كما تم فك وإعادة تركيب واجهة مقاصير الأميرات من الأسرة السادسة والعشرين التي عانت من ميل بنسبة 25 سم، إضافة إلى تأهيل مسارات تناسب ذوي الهمم.
فيما أشار الدكتور أحمد عبد النظير إلى أن المعبد يضم فنائين مفتوحين، صالة أعمدة، وقدس الأقداس. جدرانه مزينة بمشاهد المعارك التي خاضها رمسيس الثالث ومناظر تقديم القرابين للآلهة، وعلى رأسهم ثالوث طيبة. الترميمات تمت بتوجيهات من رئيس الوزراء وتحت إشراف وزارة السياحة والآثار، مما أسهم في إظهار المعبد بصورته المشرقة.
كما بني المعبد منذ أكثر من 3200 عام، ويضم 5 تماثيل لرمسيس الثالث وزوجاته تعرضت للتدمير خلال العصر الروماني، بالإضافة إلى 16 تمثالاً مفقوداً لم يتبق منها سوى القواعد. كما أن الجهود المستمرة في ترميم معبد هابو تبرز كجزء من رؤية مصر لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية وأثرية عالمية.
