سيناء – محمود الشوربجي
تُحافظ بادية سيناء شرق مصر على سباقات الهجن أحد أهم الرياضات التراثية، وهي رياضة قديمة لدى البادية في عموم البلاد. لكن “التراث القديم قد يختفي في كل مكان إلا عندنا”، كما يقول حسن سلامة، الباحث في التراث البدوي مُفتخرًا.
وذكر سلامة، كلماته هذه خلال حديث خاص لـ «صوت القبائل العربية» بالتزامن مع الاستعداد لانطلاق مهرجان الهجن. والمزمع إقامته في قرية الكيلو 17 غرب مدينة العريش الخميس المقبل وعلى مدار يومين.
وتقع منطقة الكيلو 17 على بعد حوالى 20 كيلومترا من العريش، وهي منطقة واسعة تتضمن أقدم ميدان للهجن في مصر.
ويقول حسن سلامة، في مثل هذه السباقات تستحضر عظمة التراث والهجن، الرقم الأوحد في هذه الرياضة. والذي يهتم بها أهل البادية بشغف وحب كبير لأنها تمثل لهم جذور الماضي ورائحة البادية ويهتم الملاك والمربين بهذه السباقات. ويستعدوا لها بأجود أنواع الإبل والسلالات، إذ تمثل لهم رمزية عالية أثناء السباقات والفوز بالمراكز الأولى.
ويوضح «سلامة» أن العرب تستعد بتجهيز المطايا وتدريبها جيدًا قبل السباقات بوقت كافي من الأيام، حتى تظهر بإمكانيات عالية جدًا في مضمار السباق، ناهيك عن أكل وغذاء مخصص لمثل هذه الإبل المخصصة للسباقات حتى تكون خفيفة الحركة أثناء الركض.
كما يهتم أصحاب الإبل بالسلالات الأصيلة وليست كما يفكر البعض بأنها إبل تتسابق فقط، لكن هناك تنقية وتمحيص للسلالات السبوقة من حيث الأم والأب. ولابد أن يكون من أرسان معروفة ومعلومة لدى الملاك وكبار المضمرين والحفاظ عليها.
واختتم «سلامة» حديثه أن الفرحة الكبيرة في مثل هذه السباقات هو الفوز، بينما أهم ما يفكر فيه الهجانة وأصحاب الإبل، هو الفوز وليس الجوائز، والحصول على المراكز المتقدمة متى تشتهر هذه السلالة من الإبل الأصايل.
بدوره أكد إيهاب حسن عبد الوهاب وكيل وزارة الشباب والرياضة بشمال سيناء، أن سباق الهجن القادم سيحظى بتشريف الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.
وأوضح “عبدالوهاب” أن مضمار الهجن بالعريش يقع بمنطقة الكيلو 17 غرب العريش، ويضم مبنى إداري متكامل، ومنصة مشاهد رئيسية بالمدرجات، مشيرًا إلى أن مضمار الهجن المصرى يعد أول نادى لسباقات الهجن فى مصر حيث تم إشهاره في الأول من أغسطس عام 1997.
كما لفت “عبدالوهاب” إلى أن ميدان السباق في هذا المكان مخصص بعرض 20 مترًا في طول 8 كيلومترات، وهو الأطول من نوعه على مستوى ميادين السباقات في مصر بينما المساحة الإجمالية للموقع 4 ملايين و750 ألف متر مربع.